قارورة أم امرأة من فولاذ؟
- تحدثت في مقالين سابقين عن الفرق الجسدي والسيكولوجي بين الذكر والأنثى وذكرت بعض الأسباب التي من الممكن أن تدفع بالمرأة للخروج للعمل. ولا أنسى أن أذكر مقالاً قديماً لي بعنوان «امرأة بمقياس رجل»، والذي يتحدث باختصار عن بيئة وظروف عمل ومقاييس وضعت للرجل كونه المعيل الأساسي وأول من خرج للعمل، ثم عندما تغيرت الحياة واضطرت المرأة للخروج للعمل، أجبرت على قبول تلك البيئة والظروف والمقاييس الخاصة بالرجل والتي لا تناسبها
- تواجه الكثير من النساء العاملات مشاكل بسبب صعوبة التوازن بين الحياة العملية والأسرية فتجد نفسها في عمل مستمر بين مطرقة الوظيفة المرهقة وسندان الواجبات المنزلية المنهكة، فلا هي تعطي أيّاً من الجهتين حقه كاملاً ولا هي ارتاحت. ومع هذا الصراع للقيام بواجباتها في العمل والمنزل على أكمل وجه، يأتي الحمل والإنجاب وما يليه من سهر وتربية وتعليم، والذي يصبح أمراً صعباً جدّاً، فتقوم به على مضض، ولنتخيل ما يتبع ذلك من مشاكل صحية ونفسية، أو تعزف عنه تماماً فتفشل في تكوين أسرة. سنطرح بعض الحلول التي بإمكانها مساعدة المرأة على مواجهة تلك المشكلات. - توعية وتثقيف الرجل والمرأة بأدوارهما الأساسية والثانوية في الحياة وتربيتهما على تحمل المسؤولية وباحترام وتقدير بعضهما بعضاً وعدم استخفاف أي منهم بدور الآخر والتقليل منه. توفير المرونة فيما يتعلق بالمسؤوليات مهم جدَاً أيضاً فقد يحدث تبادل للأدوار في بعض الأحيان بناء على الحاجة والظروف. تغيير النظرة السلبية لربة المنزل وتبديلها بنظرة التقدير والإجلال لاختيارها لما تقوم به ولتضحيتها بمستقبلها لغاية أجل وأسمى، ومحاولة التوعية بدور المرأة العظيم في كونها زوجة وأم والوعاء الإلهي الحيوي، التربوي والأخلاقي الذي خلقه الله لحمل وحماية وتربية وتعليم أجيال المستقبل وأثر ذلك على المجتمع بأسره.
- وجود برامج تدعم العمل من المنزل كبرامج العمل الحر أو التجارة الإلكترونية ساعدت كثيراً على تحقيق المرأة للتوازن بين أسرتها وحياتها العملية. لكن حبذا لو كان هنالك برامج تشجع الشركات والمؤسسات على توفير وظائف أكثر للنساء للعمل من المنزل. أيضاً، بإمكان التقليل من ساعات العمل خارج المنزل أو وضع نظام دوام مرن، حلُّ جزء كبير من المشكلة.
توفير الحوافز المالية التي تشجع المرأة على البقاء في المنزل وتربية الأطفال، كتقديم بعض العروض والخصومات لربات البيوت، الإعفاء من الرسوم الضريبية أو الدعم المالي المباشر كصرف مكافآت شهرية لربات البيوت. من المهم إعطاء حرية الاختيار للمرأة بعد التفاهم والتشاور مع شريك حياتها واحترامها مهما كان اختيارها.
- يعتبر الاتفاق والتفاهم المتبادل واحترام الشريكين لبعضهما بعضاً وتقدير كلٍّ منهما لدور الآخر وإظهار الشكر والامتنان لما يقوم به شريك حياته هو أساس نجاح الأسرة والتغلب على كل صعوبات الحياة.