الثقافة في تجربة السعوديين كمنط حياة
- وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود في مقالته «العصر الذهبي للثقافة السعودية «المنشورة الأسبوع الماضي في صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 26 ديسمبر2023، أوضح للقارئ الإنجازات التي حققتها الوزارة على أيدي الشباب السعودي بعد خمسة أعوام ونصف على التجربة الفريدة التي خاضها السعوديون في طريق مأسسة القطاع الثقافي وصولا إلى نهاية سنة 2023م.
- خلال هذه المدة تم تنفيذ مجموعة كبيرة من المبادرات عززت من الهوية الوطنية ووفرت المحتوى الثقافي الذي يعمل على شيوع الفعل الثقافي في مختلف مناطق المملكة، وذلك بالعمل على القيام بتنفيذ أكثر من 4000 فعالية ثقافية جذبت 11 مليون زائر.
- وما يثلج الصدر ويفخر بما تحقق على أيدي وسواعد شباب وشابات الوطن هو أن الوزارة نجحت في تجاوز «ثلاثة من مستهدفاتها لعام 2030 حيث وصل عدد خريجي التخصصات الثقافية إلى أكثر من 28 ألفا بينما كان المستهدف 26 ألفا كما قفز عدد الموظفين في القطاعات الثقافية إلى 244 ألفا فيما كان المستهدف عام 2030 م 140 ألفا».
- وقد ذكرت المقالة أنه بدءا من العام الجديد 2024م ستكون هناك أولويات أمام المنظومة الثقافية السعودية تعتمد على ثلاث ركائز أساسية تتمثل في الثقافة من أجل زيادة الإبداع ومشاركة المجتمع، ومن أجل النمو الاقتصادي، ومن أجل الاعتزاز الوطني والتبادل العالمي.
- هذه الركائز كانت حاضرة بقوة منذ تأسيس الرؤية 2030 وهي التي أعادة صياغة العلاقة القائمة بين المجتمع والثقافة من جهة وبينها وبين مؤسسات الدولة بعد إعادة هيكلتها، وبالخصوص وزارة الثقافة من جهة أخرى، ولا بد من وقفة هنا لتوضيح معنى إعادة صياغة العلاقة تلك، ومدى الأهمية التي ترتبت عليها بعد ذلك.
- عندما أعلنت وزارة الثقافة أن من أهدافها الكبرى تحويل الثقافة كنمط حياة للسعوديين كانت تعني بالدرجة الأولى جانبين من حياة هؤلاء، الأول منها إظهار الكنوز الثقافية التي ترتبط بإنسان هذا الوطن الضاربة جذوره في عمق الأرض والتاريخ، وهذه الكنوز التي نعنيها لا تأتي هنا تعبيرا مجازيا، بل حقيقيا، هذه الكنوز لا تعني سوى تلك العادات والتقاليد المتوارثة في جوانب الحياة المختلفة كالأشياء المتعلقة بعادات الملابس وأزيائها وطقوسها، والمتعلقة بالمطبخ وأكلاته والطقوس المصاحبة له، والعادات والتقاليد المرتبطة بالعملوتنوع طقوسها المتصلة بالأرض والجغرافيا والمناخ.. ناهيك عن العادات والتقاليد المرتبطة بالعلاقات الاجتماعية والأسرية وما يرتبط بها من طقوس زواج ومصاهرة.. ألخ.
- كل هذه كنوز لم يتم استثمارها كما يجب ثقافيا وتحويلها إلى نمط حياة يعاد النظر فيها باعتبارها نشاطا ثقافيا يعيد ربط الماضي والحاضر والمستقبل في رؤية محكمة تصب بالنهاية في تعزيز الهوية الوطنية، خصوصا إذا ما أدركنا التنوع الهائل في هذه الكنوز بين مدينة وأخرى من مدن المملكة.
- أما الجانب الآخر منها هو كسر الصورة النمطية التي ظلت سنين طويلة ينظر من خلالها للإنسان السعودي ذاك الذي لا يوجد عنده سوى صحراء قاحلة أمام نظره وفي يده خطام ناقته.. لكن ما خلف ذلك تنطفئ الصورة.