آخر تحديث: 27 / 12 / 2024م - 1:40 ص

ذكر الله هو البلسم الشافي لكل الجروح

مفيدة أحمد اللويف *

عندما تنزف الروح وتئِنُّ ذاك الأنين فكيف ستُدَاوى جراحها!

إن تلك الجراحات ليست كالطبيعية فجرح أي إنسان يلتئم مع الوقت، ويطيب ويذهب أثره. أما جرح الروح فسيبقى ينزف إلى حد الموت، وعندما يتألَّم الإنسان ويشتكي من جرح أصابه فهذا حتماً سيُدَاوَى بمساعدة أحدهم حتى يطيب، لكن عندما تصرخ الروح من تلك الجراحات التي تصيبها، فمن الصعب علاجها فلا أحد يعلم عن أي روح مجروحة ولا عن مدى الألم التي تعانيه تلك الروح.

فلنكن جميعنا بلسماً شافياً لتلك الجراحات المؤذية فنحن لا نعلم بأن تلك الأرواح الطيبة تتألم وتئِنّ، وإن ظلت تنزف ولم ندركها فستذبل الروح وتنتهي، ولنأخذ عهداً على أنفسنا بأن لا نزيد من عمق تلك الجراحات ولنقُل خيراً أو لنجعل الصمت خير رفيق، إن هذه الجراحات مؤلمة لحد الموت، فلن يتمكن أحد من رؤيتها أو معرفة مدى الألم الذي تسببه لأي شخص فهي غير محسوسة.

صرخة الروح: الحياة الطيبة يتمناها الجميع وكل إنسان على وجه الأرض لن تسعد روحه إلا حينما تزول آلام تلك الجراحات التي قد يتسبب بها البعض، فلماذا نستمر بأذية بعضنا البعض، ولمَ نزيد من تلك الجراحات، فكل شخص منا روحه التي تصرخ من شدة الآلام، وكل منا يبحث عن السكينة ليحافظ على روحه المتعبة من ضجيج الحياة، فلنترفق بمن نحب ولنعتني بأرواحهم الطيبة ولنداوي جراحاتهم فالأيام وكل المواقف ستمضي حتماً وسيظل فقط الأثر.

هل سمعتم عن جسد يعيش بلا روح!؟

في الحقيقة لا يوجد جسد من دون روح إلا للأموات، ولكن هناك بعض الأشخاص قد أنهكتهم الحياة، ودمرت نفسيتهم قسوة الظروف، وربما لم تتناسب معهم البيئة المحيطة حتى وصلوا لمرحلة اليأس، فسترى ذلك الشخص شاردا ومنفصلا عن من حوله من البشر، ولا يعيش بشكل طبيعي، فنراه جسدا فقط من دون روح.. هل مر أحدكم بهذا الشعور القاتل؟

سأعترف لكم بأنني مررت بتلك التجربة، وكانت جدا فظيعة، حينها لم أتمكن من رؤية من حولي، وكنت لا أستطيع سماع أي أحد وكأنني انفصلت عن هذا الكون، فبالرغم من ألوان البهجة في الحياة من حولي، إلا أنني أراها من دون ألوانها، توقفت مكاني مثل التمثال المتجمد متحيرة لا أعرف كيف سأقف مرة أخرى، ولا أعرف من أي طريق سأسير أو هل أنني سأظل عالقة في ذلك المطب فقط لأنتظر نهايتي! كنت أتأمل وقتها دعم شخص عزيز، ولكن للأسف كان الجميع منشغلين وراء مصالحهم.

جسدا بلا روح سيحيا بالقرآن

قال تعالى ”ألا بذكر الله تطمئن القلوب“، لم أسمح لنفسي بأن تستمر على تلك الحالة، وبدأت فورا بسماع آيات الله فأحسست براحة عجيبة، وتغيرت 180 درجة، فقد عدت إلى طبيعتي وكأن شيئا لم يكن، كثير منا قد يمر بتلك المرحلة فالحياة فيها الكثير من المطبات، وقد لا نتمكن من تجاوزها بسهولة؛ مما يجعلنا قد نشعر باليأس والبعض قد يدخل في حالة اكتئاب، ولكن بالإرادة وقوة الإيمان لن نسمح لأي ظرف كان بأن يضعفنا وينهك قوانا فلا ننسى ذكر الله دائما، ولنستشعر آيات الله عند سماعها في كل ضيق، فمن كان مع الله كان الله معه.