آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 2:20 ص

شافاك الله يا أبي

انتصار رضي آل تريك
الحاج رضي آل تريك
الحاج رضي آل تريك

ورد في الدعاء في إشارة للوالدين ”وجازهم بالإحسان إحسانا“. وهذا مبدأ يعكس مدى العطاء والتربية الحسنة التي أولياها إيانا. يشكل الوالدان ركيزة أساسية في حياتنا، تظهر لنا معنى العطاء غير المحدود والأخلاق النبيلة. والتأثير الإيجابي الهائل على حياتنا وحياة الأجيال القادمة نتيجة توجيهاتهم واقتباس صفاتهم الحسنة.

قد لا نستشعر النعمة التي حولنا في وجود الأحبة وخاصة الوالدين وهم في صحتهم وعافيتهم.

بل ونتذمر أحيانا من استمرار توجيهاتهم لنا حتى بعد ما نكبر، وربما شعر بعضنا بأنها ثقل كبير وأسلوب من أساليب فرض السيطرة، دون أن نعلم أنها نوع من أنواع التربية التي تترك أثرها للأبد.

بعد مرض والدي - شافاه الله - شعرت بأن جميع حركاتي وسكناتي هي جزء لا يتجزأ من توصياته.

فعندما أصلي، أتذكر وقتها عندما علمني الصلاة، والأيام التي كنت أتهرب منه حينها. واستذكر جيدًا طريقته الجميلة في التعليم، وصوته الهادئ وهو يردد الأذكار، ويا ليت يعود صوته.

الكثير الكثير مما أفعله خلال اليوم يذكرني بوالدي، وأعماله الحسنة، وكرمه، ودفعه للصدقات.

وأغبط نفسي أحيانًا كوني اقتبست ولو بعضًا من هذه الصفات، وأني سأنقلها لأبنائي وأحفادي أيضًا، لأنني أفخر به.

والدي اليوم على فراش المرض، وجميع من يزوره يستشعر أخلاقه الكبيرة العظيمة، ولطافته، وحسن استقباله للناس سنين طويلة في مجلسه بشكل يومي.

منذ أشهر قليلة تعرض والدي لمرض عضال، أقعده في الفراش، وتغيرت أحواله، واختفت ابتسامته الجميلة الوادعة التي اشتقنا لها.

جمع والدي الكثير من الصفات الحسنة التي لا تسعها هذه السطور قليلة، ولعلّ أبرزها هو عنوان الوفاء، فقد توفيت أمي قبل عشرين عامًا، واحتراما لذكراها لم يفكر في الزواج بعدها، فأصبح بمثابة الأب والأم لي ولإخوتي وأخواتي، وكان حنونًا علينا جميعًا، ولم يشعرنا بألم الفقد، بل احتوانا جميعًا من الكبير للصغير.

أسأل الله العلي العظيم أن يشفي والدي، ويلبسه لباس الصحة والسلامة، ليعود لنا، وينور وجوده أرجاء المنزل وبلدتنا القديح الحبيبة.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
عبدالباري الدخيل
[ تاروت ]: 15 / 12 / 2023م - 5:17 م
الله يلبسه ثوب الصحة والعافية