تحويل تحديات التطوير إلى فرص.. شارع القدس نموذجًا
في ظل كل مرحلة تطويرية، يطرأ في بدايتها ضريبة، قد تكون جزئية أو شاملة، إلا أن هناك خبراء في استثمار الفرص، حيث يحوّلون التحديات إلى نجاحات باستغلال المشاريع واستخدامها بكفاءة، وهو ما شهدناه بوضوح في عاصمتنا الجميلة، الرياض، خلال فترة إنشاء سكة الحديد.
من بين المشاريع الجاري تنفيذها في محافظة القطيف، يبرز مشروع تطوير شارع القدس، الذي سيكون قفزة نوعية نحو فهم أفضل لمفهومي جودة الحياة وإنسانة المدن. ورغم الإزعاج المتوقع خلال تنفيذ المشروع، يمكن تحويل هذا الإزعاج إلى إنجاز بواسطة استثمار ذكي للمرحلة.
أحد الجوانب الرئيسية يتعلق بتطوير العقارات المتاخمة للشارع، حيث يتعين على مالكي هذه العقارات أن يتبنوا رؤية استراتيجية لتعزيز جاذبية المنطقة. فالتحول إلى مشاريع تجارية وسكنية متطورة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على القيمة العقارية ويعزز رونق الحياة الحضرية.
رغم عدم كوني مهندسًا أو مستشارًا ماليًا، إلا أنني أقدم بعض المقترحات التي قد تكون فرصًا في فترة تطوير الشارع. ينبغي على مالكي العقارات المتاخمة للشارع أن يستثمروا في تطويرها وإعادة تأهيلها لتتناسب مع القيمة المتوقعة بعد التطوير.
بالنظر إلى التحديات الحالية لمشروع تطوير شارع القدس، يمكن أن نستفيد منها لإحداث تحول إيجابي في المجتمع. تأتي هذه المقترحات من منظور شخصي يركز على الاستثمار الذكي والابتكار في مواجهة التحديات.
في سياق تعزيز التجارة الإلكترونية، يمكن لأصحاب المحلات والتجار الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية للتسويق وتوسيع دائرة عملائهم. هذا ليس فقط يعزز التفاعل مع الزبائن، ولكنه أيضًا يسهم في تعزيز سمعة الأعمال.
على مستوى البنية التحتية، ينبغي على البلدية أن تكون شريكًا فعالًا في هذا التحول. يمكن تسهيل العملية بتوفير تسهيلات لأصحاب العقارات وتسريع الإجراءات الإدارية لتسهيل التحول السريع.
يجب أن تكون التنمية متوازنة مع الحفاظ على جودة العمل. يمكن لتنفيذ هذه المقترحات أن يحول التحديات إلى فرص ويمهد الطريق لمستقبل مشرق لشارع القدس، حيث يتألق بجماله الجديد ويعكس تطورًا حضريًا يليق بمكانته.
وفي الختام، ندرك حجم الضرر الذي قد يلحق بأصحاب العقارات والمستأجرين خلال فترة تنفيذ المشروع، ولكن يتسلل التفاؤل بأنهم سيجنون ثمار جهودهم في شارع يعكس قيمهم ومحافظتهم. نتمنى من بلدية محافظة القطيف تسريع عملية التنفيذ، بحيث لا يؤثر ذلك سلبًا على جودة العمل.