آخر تحديث: 26 / 12 / 2024م - 8:23 م

خطوات واعدة

نجفيه حماده *

بزوغ شمس جديدة كل يوم تعني الكثير للقلوب المليئة بالأمل، فمنظر طائر يحلّق في السماء يعني أن هذا اليوم سيكون سعيدًا والجمال في كل مكان، السماء المليئة بالغيوم آفاق واسعة لأحلام قادمة ومحققة، رسائل الحب والأمل تشع في وجوههم، لذلك قالوا صاحب السعداء تسعد؟! أولئك الذين مصاحبتهم كنوز عظيمة، فهدوء أنفسهم خطوات واعدة نحو مستقبل مشرق، لا ينبشون في نوايا البشر، يعيشون ليومهم السعيد ويخططون لمستقبل رائع، إن تعثّروا يقفون من جديد، في لسانهم خير وخيرة من الله تعالى وإيمان بأن القادم أجمل.

النجاح في دروبهم ليس صدفة، وإنما توفيق وتخطيط وإنجاز وهدف، ما أجمل الإصرار والعزيمة وما أجمل النجاح وإن طالت المدة، فهناك يقين لدى تلك الأنفس الرائعة بالوصول إلى ما يسعون إليه وسيصلون فعلى قدر النوايا تكون العطايا. إن شعلة النار في عز الشتاء تنثر الدفء في الأجساد المرتجفة، فكن على يقين بأن الابتلاء سيمر وإن طالت مدته وما الحب إلا دعاء، سعيك لخلاص ما أنت فيه بيديك فلا تقل عكس ذلك فقط اصبر وسترى، هناك رسائل إلهية تتوالى إليك كهدايا، فقط افتح بصيرتك عليها واجعل روحك مسلمةً لها، فكلنا مسيَّرون بيد الرحمن الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء.

استوقفني موقف لطفل يحمل أخاه ومضرج بالدماء بسبب حادث سير، فعلى الرغم من خوفه إلا أنه كان مبتسمًا في وجوه من يقرب منه، ولا يريد أحدًا أن يأخذ أخاه منه لحين أن يطمئن على والديه، فلما اطمأن عليهما طلب من الطاقم الطبي إسعافه مع أخيه، ليتضح أن الدماء كانت تسيل منه طوال الوقت ولكنه كان يتحمّل الألم بإيثاره ويحمل الأمل بتلك الابتسامة، هذا الطفل يحمل رسالة كبيرة بأن اليقين برحمة الله هو الوعد الصادق لك بهديتك الإلهية.

يا هذا، انهض وأخرج من قوقعتك المظلمة فالنور الساطع سبيلك وخلاصك لتعيش الحياة على أكمل وجه، أنا لن أعدك أنه سيكون سهلاً ولكن هذا هو المخرج الرائع لكل مشاكلك، رحلتك أنت من تقرر هل ستكون سعيدة أم لا، لا تنظر لمسيرة شخص أكثر نجاحًا منك، بل انظر لمن كثرت ابتلاءاته واحمد الله كثيرًا، فبالحمد تدوم النعم، ولنتحمل بعضنا قليلاً ونكن أكثر تسامحًا ونعين بعضنا، فهذه سمة الأنبياء.

إن محدودية تفكيرك تزرع الحقد في نفسك ولا تطور من ذاتك، فإذا عبست وصرخت في وجوه من تسبب في أذيتك فسيضحكون ليتعبوك أكثر، ويكونون أقوياء بضعفك، فكن قويًا واثق الخطى وليس عليك إلا التوكل على الله، والله معك، تصالح مع ما يدور حولك وتأكد أن هذا مصدر لقوتك، واتبع مبدأ السلام الداخلي الذي يمنعك من الصدمات، لا تقهر أحدًا فتقهر، عدالة بسيطة اجعلها قاعدة تسير عليها حتى لا تصيبك دعوة مظلوم.

ابكِ إن احتجت لذلك فالبكاء للأقوياء لتريح نفسك من التكبر والعلو، اخشع لله في أمورك لتعيش وتزهر حياتك، ولا تعوّد نفسك على التكاسل في أمور حياتك، فالعمل شجرة مزهرة تثمر حديقتك وحديقة من حولك، نافذتك الواسعة آفاق كبيرة لضوء منتشر يشع نورًا لينير طريقك وفكرك وروحك.

لن أقول هذه خطوات لغد أفضل فقط ولكنها لروح رائعة لا تنكسر ولا تقهر، فمن الرائع أن يكون مرورنا جميلاً ويخلق أثرًا أجمل، حلّق في سماء روحك الطيبة وستجد كل من حولك يشبهك، كن أنت ولا تجعلهم يصنعون منك شخصية أخرى، خلق الله أشباهكم الجميلة فافتحوا أعينكم وسترونهم، أنا واثقة من ذلك.

ابتسم فلا شيء يستحق تعكير صفو حياتك.