خصوصية الأحياء أعمتها العمالة الأجنبية
ظاهرة سكن العزاب من العمالة الأجنبية وبالخصوص الآسيوية وسط منازل العائلات، صارت من الظواهر التي نراها في الكثير من الفرجان والأحياء الشعبية في بلداتنا، وهذه الظاهرة تسببت في تصدع خصوصية العائلات في الأحياء، وفرضت عليها حالة من الخوف والحذر الدائم على أفرادها ومن معهم.
سكن العمالة الأجنبية وسط الفرجان والأحياء السكنية مقلق وخطير على السكان المحليين وبالخصوص الأطفال من الجنسين، حيث الاختلاف في العادات والتقاليد ما بين عمالة وافدة تحملوا عادات وثقافات بعيدة عن عادات وتقاليد مجتمعاتنا المحافظة المنفتحة على بعضها البعض كأسرة واحدة تسكن الأحياء، لكن هذه الأسرة خيم عليها هاجس الخوف والقلق بسبب العمالة الأجنبية التي استوطنت المكان.
تساقطت الأوراق من خصوصية بعض الفرچان والمنازل المجاورة لسكن العمالة الوافدة، التي أتينا بها لتسكن في أحيائنا وبين جيراننا، بعد أن فضلنا كم نربح من المال على كم نخسر من الجيران، ونقضي على عاداتنا وتراثنا في فرجاننا، حيث انتشر هاجس الخوف عند الصغير والكبير، بسبب المشاهد اليومية لعشرات العمالة الآسيوية وهم يعبرون وسط الأحياء التي يسكنها الناس المحليون لتدخل البيوت المستأجرة في حيهم، والتي أصبحت مأهولة بالعمالة الوافدة مسببةً شرخاً كبيراً في الخصوصية بين أبناء الحي.
الآثار السلبية التي تتركها ظاهرة سكن العمالة الوافدة وسط الأحياء على الأسر المحلية هي: أن بعض الأسر لديها عاملات ربما يحملنا نفس الجنسية للعامل الآسيوي، فمن هنا يكبر الخطر عندما يعرف العامل الأعزب الآسيوي بأن في المنزل المجاور عاملة من نفس جلدته، فيبدأ أو هي تبدأ بمحاولة التعرف على بعضهما الذي ربما يؤدي إلى جريمة أخلاقية تضع العائلة في سؤال القيل والقال؛ نظراً لطبيعة الثقافة السائدة في المجتمع، والتي أحيانا لا تتردد على إطلاق الأحكام غير الصحيحة.
يقال أن في الزمن الماضي لا يؤجر المنزل قبل مشورة الجيران عن ذلك ووضع اسم المستأجر أمامهم، وفي حال وجدت علامات استفهام عليه لا يقبله المؤجر أو صاحب العقار، لكن اليوم كثيراً من المنازل التي يراد تأجيرها، فإن أصحابها لا يراعوا حرمة العوائل والجيران في الأحياء السكنية، عندما يفكرون في تأجيرها كسكن للعمالة الأجنبية بقدر ما يراعون المادة.
فمن هنا لا بُدَّ من تطبيق قانون سكن العمالة الأجنبية لدى البلديات، والذي ينص على عدم سكنها وسط الأحياء السكنية والفرچان، وألا يَتسبّب في إيذاء المجاورين، وألا يكون مجاورًا لمساكن عائلات إذا كان خاصًا بالعزاب، وأن يكون مبنى سكن العمال وخاصة العزاب على طريق رئيسي محيطٍ بالحي، ووضع نهاية لهذه المشكلة الخطيرة التي جلبت الخوف والقلق إلى الأهالي وأصبحت تشكل صداعاً للجميع.
من منا لا يتذكر كيف كانت أحياؤنا الشعبية والفرچان؟ التي لعبنا فيها الكورة والتيلة والطير والدحجوه والمخطة والوصلي وغيرها من الألعاب الشعبية، ترابط وموروث اجتماعي يراعى فيه خصوصية وقيم الأهالي في الأحياء والفرجان، لكنه انتهى اليوم بسبب تهاون بعض أصحاب المنازل القديمة والمتهالكة، الذين جعلوا المادة فوق كل شيء، وقبلوا بتسكين العمالة الآسيوية الوافدة دون مراعاة الجيران المحليين.
وفي الختام: إنه لواقع مرير ومؤلم نعيشه جميعاً في بلداتنا، ويزداد مرارة عند بعض العائلات وسط أحيائنا السكنية التي تجاور سكن العمالة الأجنبية العازبة بمختلف جنسياتها، وأصبح ذلك أمراً مزعجاً لها يثير العديد من المشاكل الاجتماعية، تسبب بصداع مزمن قضى على الألفة والمحبة بين الناس وبالخصوص الأطفال الذين يعشقون اللعب بين الأحياء.