آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:22 م

هل تأملنا في معاني الحب؟

كاظم الشبيب

بعيداً عما نفهمه أو نحاول شرحه من معاني الحب ووصفه، سنحاول اليوم عرض أقوال بعض العلماء فيه للتأمل فيها فقط. ننقلها عن الموسوعة الجامعة لمصطلحات الفكر العربي والإسلامي، دون تعليق منا، منها قولهم: هو عبارة عن ميل الطبع في الشيء الملذة، فإن تأكد الميل وقوي يسمى عشقاً.[1] أما في التصوف، فالحب مقام إلهي، فإنه قد وصف به نفسه وتسمى بالودود وفي الخبر بالمحب، ومما أوحى الله به إلى موسى في التوراة: يا ابن آدم إني وحقي لك محب فبحقي عليك كن لي محباً.[2] 

والحب، في التصوف أيضاً، هو علامة المعرفة. فمن عرف الله أحبه، وعلامة المحبة أن لا يؤْثر عليه شيئاً من المحبوبات، فمن أثر عليه شيئاً من المحبوبات فقلبه مريض، كما أن المعدة التي تؤثر أكل الطين على أكل الخبز، وقد سقطت عنها شهوة الخبز مريضة.[3]  والحب عندهم أيضاً هو حج ثان. لا يثني نفس المريد عنه ثان. طريقه التجريد، وزاده الذكر، وطوافه المعرفة، وإفاضته الفناء.[4] 

وقال جرجي زيدان: الحب أساس العمران وواسطة عقد الاجتماع وخلاصة النواميس الأدبية وإكسير الفضائل البشرية، وهو مهذب النفوس ومرقّي العقول ومحيي العواطف، ولولاه لكان الإنسان وحشاً ضارياً ولانفصمت عرى الاجتماع فبطلت العائلات وبادت الأمم وهلك نوع الإنسان.[5] 

وقال ميخائيل نعيمة: من بين كل العواطف التي يختلج بها القلب البشري ليس من عاطفة أنبل وأسمى وأقوى من الحب. إنها العاطفة التي تُخرج العجائب. فنحن لو جندنا كل ما في الإنسان من ذكاء وعبقرية ودهاء لما استطعنا أن نخلق من الفرد غزالاً. أما الحب إذا ما تربع في القلب وبث أنفاسه في نياطه وشغافه، استطاع في أقل من طرفة عين أن يعبث بالناس وتقاليدهم، وبالطبيعة وسننها على هواه. فالعليل يبرأ، والقبيح يجمل، والضعيف يقوى، والقصي يدنو، والخشن ينعم، والقاسي يلين، والمحدود يغدو بغير حدود. وإذا الأبدية لمحة واللمحة أبدية.[6] 

وعنه أيضاً: إن الحب مفتاح السعادة. فلولاه لما تذوق إنسان غبطة الوجود ولا انتشى بخمرة الحياة. فنحن مدينون للحب لا لسواه بتلك الومضات الخلابة التي تكشف لنا آفاقاً رحبة تتألق بأشهى الآمال والأماني، وتسمو بنا إلى حيث نفلت من جاذبية الزمان والمكان. فلا هموم ولا أثقال، ولا شكوك ولا مخاوف، ولا بدايات ولا نهايات. بل ديمومة ثملى بغبطة الدوام.[7] 

في المقطع المرفق إفادة متنوعة حول آراء بعض الفلاسفة في الحب بعنوان ”آراء الفلاسفة في الحب ومذاهبهم“.

 


[1]  ج 1:935 عن الكليات، فصل الحاء

[2]  ج 2 935 عن ابن عربي في الفتوحات المكية

[3]  ج 1:936، عن ابن قدامة في منهاج القاصدين

[4]  ج 1:936، عن لسان الدين الخطيب في الحب الشريف

[5]  ج 1:936، عن جرجي زيدان في مختارات

[6]  ج 1:937، عن نعيمة في النور والديجور

[7]  ج 1:938، عن نعيمة في النور والديجور