آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 1:42 م

‏لجنة الاستثمار الأجنبي وفحص صفقات الذكاء الاصطناعي

الدكتور إحسان علي بوحليقة * صحيفة مال الاقتصادية

لاشك أن الولايات المتحدة الأمريكية تحرس حراسة مشددة تقنياتها العالية والمتقدمة إجمالاً، وبالأخص تلك المتصلة بالذكاء الاصطناعي. وعلى رغم أن الولايات المتحدة تستقبل تدفقات هائلة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، حيث تجاوزت قيمتها 212 مليار دولار في العام 2022، إلا أن لديها لجنة ذات صلاحيات واسعة ونافذة لمراقبة صفقات الاستثمار الأجنبي الوافدة، تعرض عليها الصفقات، وللجنة أوسع الصلاحيات في قبولها أو رفضها أو حتى“تطفيشها”! ولا تنظر اللجنة للجوانب الاقتصادية ابتدأ، رغم أن لديها عدسات عدة للفحص، لكن يبدو أن العدسة الأكثر تقعراً هي العدسة الأمنية وليست الولايات المتحدة بدعاً، فكثير من الدول تقوم بنفس الممارس، وإن كان بصيغٍ متفاوتة.

وعند التمعن في سلوك اللجنة في السنوات المنحسرة حتى العام 2022، نجد أنها نادراً ما تعيق استثماراً أجنبياً بمعدل يقل عن حالة واحدة سنوياً! ووفقاً لتقرير نشرته وكالة بلومبرج قبل يومين، فقد باع صندوقٌ لشركة أرامكو «Prosperity7» أسهمه في الشركة الناشئة «Rain AI» لتصنيع رقائق الذكاء الاصطناعي «AI Chips»، وذلك بعد مراجعة أجرتها لجنة الاستثمار الأجنبي المشار إليها أعلاه، وهي جهة رقابية معنية بالصفقات التي لها آثار على الأمن القومي، حيث طلبت من الصندوق السعودي إنهاء هذه الصفقة في وقت ما خلال العام الماضي، وفقاً لوكالة بلومبرج.

وكما يقال، فالشيء بالشيء يذكر، ففيما يخص حماية تقنيات الذكاء الاصطناعي، فقد أصدر الرئيس بايدن أمراً تنفيذياً في أغسطس 2023 يخص الصين تحديداً، وأشار في ذات القرار إلى أهمية الحفاظ على تدفقات الاستثمار الأجنبي، لكن الصفقة التي أشارت لها بلومبرج، فتاريخ مراجعة اللجنة لها سابق لأمر الرئيس بايدن. وهكذا، فيبدو ضرورياً أن توقع السعودية اتفاقاً للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي بما يتيح لها وللشركات المسجلة فيها الاستثمار في التقنيات ذات الصلة، علماً بان لدى أمريكا اتفاقيات للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي مع عدد من الدول، أهم تلك الاتفاقيات“الاتفاقية الدولية الأولى للحفاظ على الذكاء الاصطناعي آمن من سوء الاستخدام”، والتي وقعت قبل نحو شهر «28 أكتوبر 2023»، وتشمل ما مجموعة 20 دولة، وهي بالإضافة للولايات المتحدة الامريكية: أستراليا، كندا، تشيلي، التشيك، الدنمارك، استوائيا، فلندا، فرنسا، ألمانيا، إسرائيل، إيطاليا، اليابان، هولندا، نيوزيلندا، نيجيريا، بولندا، سنغافورة، كوريا الجنوبية، المملكة المتحدة.

كاتب ومستشار اقتصادي، رئيس مركز جواثا الاستشاري لتطوير الأعمال، عضو سابق في مجلس الشورى