مناسبات عالمية قادمة وأنفاق تغرق
قبل 5 سنوات بالضبط وتحديدًا في 26 نوفمبر من عام 2018 أعلنت أمانة المنطقة الشرقية عن إنشاء بوابات إلكترونية للأنفاق بالتنسيق مع مرور المنطقة الشرقية والدفاع المدني، تهدف إلى إغلاق الأنفاق حال تعرضها للطوارئ من خلال وضع بوابات إلكترونية قبل بداية كل نفق لتحويل مسار المركبات إلى المسارات المحلية تفاديا لوقوع أضرار لأصحاب المركبات، وأعلنت أنها تعد دراسة لهذه البوابات الإلكترونية بالتنسيق مع هذه الجهات.
جاء إقرار إنشاء البوابات الإلكترونية بعد الحالة المطرية التي شهدتها المنطقة آنذاك، حيث لم تشهدها المنطقة منذ سنوات عديدة، وجاء في الخبر أنه تم فتح طريق الملك فهد بالدمام، بعد أن تم تصريف كامل مياه الأمطار. اليوم وبعد 5 سنوات ما زالت المشكلة ذاتها، فالمطر الذي ينتظره الأهالي كل عام، ويفرحون به بعد موسم الصيف الحار، أصبح يشكل خطرًا يهدد شوارعهم وطرقهم، وأخبار الحالة المطرية باتت نسخ كربونية تتجدد كل سنة، اليوم ذات الخبر يتجدد فقبل أيام نزلت كمية أمطار مصاحبة لبرد غرقت فيها الشوارع وأغلقت الأنفاق وتعطلت الحركة خاصة طريق الملك فهد. الأسئلة المطروحة والمشروعة هنا: أين هو مشروع البوابات الإلكترونية الذي أعلن عنه والذي يهدف إلى منع دخول المركبات إلى الأنفاق وتحويلها للمسارات المحلية أثناء الأمطار الغزيرة؟ هل فشل المشروع؟ وكم كانت تكلفته المالية؟ ولماذا فشل؟
هناك أخبار أخرى تقول إنه توجد بوابة إلكترونية عند نفق طريق الملك فهد تقاطع شارع الأمير نايف، لكنه بالنتيجة غرق وأغلق قبل أربعة أيام بسبب تجمع مياه الأمطار!
ويأتي السؤال مجددًا: هل فشل المشروع بحيث أصبحت البوابات الإلكترونية حلا غير ناجع لحل مشكلة غرق الأنفاق؟ هل سيتم إعادة تقييم المشروع والوقوف على الأسباب ووضع حلول بديلة؟ أعتقد أن الحلول موجودة بدليل أن مدن الهيئة الملكية الجبيل وينبع لها من العمر 50 سنة ولم تغرق أبدًا طيل هذه السنوات، تأتي الأمطار الغزيرة وبعد ساعات بسيطة من انتهاء الحالة المطرية لن تجد قطرة ماء على الطريق. اليوم أعترف وبشكل جاد إذا كان هناك من أشكره هو جهاز الدفاع المدني هذا الجهاز الحيوي والذي أشعر بالفخر والاعتزاز بوجوده وبالفعل يجب تكريمه فهو الجهة التي تكاد تكون الوحيدة التي تعمل بجدية وباحترافية بصرف النظر عن كل الأخطاء التي تحدث مع مشاكل السيول وغرق الأنفاق والشوارع والبيوت. تخيلوا معي ماذا لو كان لدينا جمعيات ومؤسسات مجتمع مدني خاصة بالطرق، كما هو موجود في الدول المتقدمة حتمًا ستنتهي المشكلة هذه المؤسسات ترفع تقاريرها حول جوانب القصور والخلل في الأداء إلى الجهات العليا، ويتم توزيعها على جميع الجهات الرسمية المعنية، نعم نقدر الجهود التي بُذلت من أجل إخماد الكوارث، إلا أنها لا تعدو أن تكون ردة فعل تغلب عليها الاجتهادات الفردية وضعف التخطيط والتنسيق بين الجهات المعنية.
أخيرا أقول: إلى الأمانات في المملكة والأجهزة المعنية لدينا كأس عالم 2034 قادم وغالبًا سيكون في فصل الشتاء، ولدينا معرض إكسبو قادم 2030، لا بد أن نعمل ونحل مشاكلنا مع الطرق ولا مجال للأعذار.