آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 6:12 م

السعودية تتجه للغرب الأدنى أيضاً

الدكتور إحسان علي بوحليقة * صحيفة مال الاقتصادية

اهتمام السعودية بتنمية دول القارة الإفريقية اجتماعياً واقتصادياً أمر امتد عبر العقود، بالدعم المباشر وبصيغٍ شتى منها تبني مشاريع تنموية عبر الصندوق السعودي للتنمية تجاوز مجموع تمويلها 11 مليار دولار أمريكي، فضلاً عن الاستثمارات الحكومية والخاصة.

وجاء المؤتمر الاقتصادي السعودي العربي الافريقي ليعطي زخماً اقتصادياً جديداً لعلاقة السعودية مع القارة التي تأخذ دورها لتكون محوراً مهماً للاقتصاد العالمي ومرتكزاً ليتجاوز العديد من تحدياته القائمة في مجالات الغذاء والبيئة والصناعة والسياحة والخدمات اللوجستية، بل وحتى في المعادن النادرة التي أوجدت لها الصناعات ذات الصلة بالحياد الكربوني حياة جديدة وأهمية متعاظمة.

وتعزيزاً لسياسةٍ مستقرةٍ للسعودية، والتي أخذتها رؤية 2030 إلى آفاقٍ أرحب لتعزيز شراكاتها مع التكتلات الاقتصادية كافة، بهدف عقد تحالفات استثمارية وتجارية استراتيجية مستدامة، قائمة على مصالح مشتركة ومتوازنة، تتجه السعودية غرباً إلى القارة الإفريقية العظيمة من نواحي متعددة، ففيما يخص الاقتصاد، يتجاوز اقتصاد القارة 3 ترليون دولار، أكبر اقتصاداتها نيجيريا «نحو نصف ترليون دولار»، ومن المتوقع ان ينمو اقتصاد أفريقيا هذا العام بمعدل 4 بالمائة أي اعلى من المتوسط العالمي «2,9 بالمائة»، وأن يتحسن أداؤه العام 2024 إلى 4,3 بالمائة، لكن يبقى التحدي العنيد أمام عدد كبير نسبياً من الدول الأفريقية هو في ميزان مدفوعاتها، وفي ضيق المساحة المالية لتجاوز الصدمات الاقتصادية والتحديات المناخية، بما في ذلك المتطلبات الضخمة للالتزام بالحياد الكربوني.

كاتب ومستشار اقتصادي، رئيس مركز جواثا الاستشاري لتطوير الأعمال، عضو سابق في مجلس الشورى