لما هذا التجاهل والصدود من بعض شبابنا..
تصاب بالدهشة والغرابة أن ترى أناسا في ريعان الشباب والرجولة ونحن في زمن العولمة والتواصل الإجتماعي والبعد الثقافي الذي ساهم في نشر المعرفة والمعلومة بسرعة البرق، فعلى الباحث عن موضوع معين أو شخصية ذات أثر ديني ومعنوي وتاريخي مميز فما عليه إلا أن يحرك محركات البحث على أي حاسوب حتى تظهر تلك المعلومة المراد معرفتها في التو والحال، هذا من جانب ومن جانب آخر ما يطرحه العلماء والخطباء والمثقفون وما يسلطوه من الأضواء على بعض الشخصيات، دينية كانت أو إجتماعية أو وجاهية، يشبعوها بحثا وتحليلا في إبرازها والإشارة إليها بفخر وإعتزاز، وما قادني للكتابة عن مثل هذه المرئيات هو ما لاحظته مصادفة ولعدة مرات من جهل بعض أولئك الشباب عندما وجه أحد الإعلاميين سؤالا ليس بالصعب إلى نفر منهم الذين ألتقى بهم في مكان عام ووجه لهم من باب العلم بالشيء لا الجهل به ذلك السؤال الاعتيادي البسيط الذي فاق حد الشهرة هو: ما أسم والدي رسول الله ﷺ وما أسماء أعمامه أو عماته؟.. فسكت الجميع دون إجابة ومنهم من تخبط في إجابته وفي الوقت نفسه وجه المديع أسئلة أخرى عن أسماء بعض الرياضيين ذوي الشهرة فأجاب معظمهم عن أسمائهم وچنسياتهم بحرفية وإطلاع يفوق التصور والوصف.
أيعقل هذا.... ماهذا التناقض والإزدواجية في المعايير وشتان بين الأمرين بين الثريا والثرى ونحن نعيش في زمن الإنفتاح المعرفي، إبحث تجد، ثم من حقنا أن نتساءل أين دور الآباء والأمهات في تثقيف أبنائهم وبناتهم عن كل ذلك خاصة في أمور الدين والدنيا، فشخصية عظيمة لها شأن وعلو في التاريخ الإنساني سابقا وحاضرا كالنبي الأكرم محمد ﷺ الذي رسخ منهجا ربانيا متكاملا وسيرة نيرة مازال صداها وتأثيرها في مشارق الأرض ومغاربها يضرب أطنابه في محاربة الجهل والظلام لتكتمل المسيرة برجالها السائرين على دربه وهداه.
أيعقل هذا من أبناء جيلنا الحاضر الذين نتوسم فيهم الخير والصلاح ليكونوا عبرة وأسوة فعالة لغيرهم من شباب الأمم الأخرى المتعطشة الذين غلبت عليهم ما هو كل شاذ ماديا كان أو معنويا، فيا شبابنا كونوا دعاة صالحين متسلحين بالعلم والحكمة والمعرفة. لتمثلوا دينكم وعقيدتكم خير تمثيل في مقابلة أي شاك أو منحرف.... والله من وراء القصد.