آخر تحديث: 8 / 9 / 2024م - 12:11 ص

«الدوخلة».. الحاجة إلى متنفس

حسن آل جميعان * صحيفة الشرق

يأخذ مهرجان «الدوخلة» زائريه، إلى حيث التاريخ، إلى زمن غابر لم يتبق منه إلا الذكرى، وحديث الكبار في حكاياتهم التي صاغتها ذاكرتهم العذبة إلى الأطفال والشباب الذين يبحثون عن إجابة أسئلة نسجتها مخيلتهم، فيتلقون الإجابة وهم يتجولون من ركن إلى ركن في مقر المهرجان ورؤيتهم ما يدور فيه عن قرب.

هذا المهرجان استطاع أن يكوّن إجابة خاصة به، حيث جمع الماضي مع الحاضر، وقدم رؤية فلكلورية غاية في الجمال والإبداع.

كثير منا عند كل إجازة يتشكل لديه هاجس كبير «أين سيقضي وقت الإجازة والفراغ فيها؟».. ليس أنا الوحيد الذي يتبادر هذا السؤال إلى ذهنه، فأغلب الأسر والأفراد لديهم هذا الهم وهذا السؤال أيضاً. بعض العائلات الميسورة تسافر، ولكن هناك غيرهم لا يمتلكون القدرة، أو لم تسمح لهم الظروف بالسفر. لذا معظم الناس يبحثون عن «متنفس» حتى يتمكنوا من قضاء إجازتهم وفراغهم بعيداً عن الروتين والحياة الرتيبة.

مهرجان «الدوخلة» في جزيرة تاروت يُعد متنفساً من المتنفسات المهمة على مستوى محافظة القطيف بشكل خاص، وعلى مستوى المملكة بصورة عامة، ومثل هذه المهرجانات يحتاج الوطن إلى كثير منها لما يترتب عليها من آثار إيجابية تنعكس على سمعة الوطن وتقديم وسائل وخيارات ترفيهية متعددة للمواطن الذي يعاني ندرة أماكن الترفيه، أو تحكمه بُعد المسافة وزحام الطريق. وبالتالي كلما زاد عدد المتنفسات في مناطق المملكة قلَّت نسبة الجريمة والسلوكيات السلبية التي تزداد بسبب الفراغ وغياب المتنفس الذي يعاني منه كثير من العائلات والشباب، خاصة في الإجازات والعطل الرسمية.

القائمون على مهرجان «الدوخلة» يقدمون جهوداً في سبيل الرقي بالمحافظة وإبراز وجهها الحضاري والثقافي المشرق الذي يصب في مصلحة الوطن.