آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 3:01 م

قصة قصيرة

المستشفى الذي توقف نبضه

عبد الباري الدخيل *

يا ليت للأفكار صلاة استسقاء، نصلّيها لتهطل الكلمات كاشفة عن أفكارنا وتصوّراتنا.

  • ما الذي يشغلك؟
  • أبحث عن فكرة لأكتب عنها
  • الأفكار موجودة في كل زاوية، فقط التقط ما يعجبك
  • لا يوجد ما يعجبني
  • كن شجاعًا وتحدث
  • وما دخل الشجاعة في موضوعي؟
  • لو كنت شجاعًا لما ترددت عن هذه الأفكار
  • هبني واحدة
  • اكتب عن الموت في غزة
  • لا يوجد مكان، فقد تزاحمت الأرواح متجهة للسماء، حتى أن بعضهم عاد
  • ولماذا عاد؟
  • عاد ليبني أرضه ويحميها
  • اكتب عن الجرحى
  • الذين في المستشفيات أم في الطرقات؟
  • اكتب عن الأطفال
  • أطفالهم يلعبون لعبة جديدة اسمها: تشييع شهيد جديد
  • نعم.. رأيتهم والشهيد يضحك معهم
  • ما رأيك أن أكتب عن عذابات الأمهات؟
  • لا يوجد ما ذكرت.. الأمهات سعيدات.. صارت الواحدة منهن تدعى أم الشهيد فترفع رأسها افتخارًا.
  • تفتخر؟!
  • بل يتفاخرن بعدد ما قدمن من شهداء.

نظرتُ إلى المرآة ورأيت ابتسامتي مشرقة وقد اصطدت فكرة جديدة.. سأكتب قصة الأب الذي أصيب طفله في غارة عندما كان في بيت عمه، فنقله للمستشفى.. وذهب للبيت ليحضر له ثيابًا نظيفة.. فلم يجد البيت.. وعندما عاد لم يجد المستشفى.