آخر تحديث: 27 / 7 / 2024م - 2:13 ص

«رنا» تروي قصتها مع «التأتأة».. من موت الحروف إلى انهمار الكلمات

جهات الإخبارية

في مرحلة مبكرة من عمرها، عانت الطفلة «رنا بعبد» التأتأة في الكلام، فعندما وجهت لها معلمتها سؤالًا، لم تقوَ على الإجابة عنه، فكأنما مات عصفور في حلقها، أو ماتت على طرف لسانها كلمة، فبقيت معترضة طريق الكلمات.

كانت ”رنا“ تلقب ثرثارة الجنوب، حتى بلوغها الصف الرابع الابتدائي، في منتصف التسعينيات عام 1995م، وذكرت في حديثها الملهم الذي وثقته ”صحة الشرقية“ أن صباحات الطفولة لا تزال تخالج ذكرياتها، لدى استفتاحها الإذاعة المدرسية، فكانت الكلمات تخرج من فمها كالفراشات تطير كلمة كلمة، يتبعها صوت التصفيق لها.

وتابعت: أنها منذ ذلك الحين عانت ”التأتأة“ في الكلام، وكان حرف الدال هو أكبر تحدٍ لها في نطقه، وكانت كلمة ”ديناصور“ هي الأصعب على الإطلاق، وكأن الكلمات صارت كالحجارة الثقيلة على لسانها.

لم تستطع ”رنا“ أن تعبر عن مشاعرها بكلماتها الثقال، بل كان البكاء هو ملاذها عندما يجرحها أحد، أو ربما تنزوي بعيدًا هربًا من المواجهة، فلم تعد الكلمات مرسلة بين شفتيها، وما عليها إلا أن تبتسم ابتسامة تخفي وراءها أطراف دمعة عميقة في نفسها فتتوارى عن أعين من حولها.

والد ”رنا“ كان محورًا مهمًا في تاريخ معاناتها مع ”التأتأة“، وطالما خفف عنها آلامها، فيخبرها بأن أعظم صوت يسمعه هو ذاك النفس المتهجد الخارج منها، ثم يتابع كلماته الرقيقة الحنونة الداعمة لها في تلك المأساة التي صاحبتها سنوات كثيرة.

وتكمل قصتها بأن أصعب جملة كانت تواجهها هي أن تقول اسمها، فكانت تتجنب حضور أول محاضرة خشية أن تنطق بتعريف نفسها وتحدث المواجهة.

والتحقت ”رنا“ بعدها بعيادة التخاطب التي غيرت مسار حياتها، وصارت الكلمات تنهمر من فهمها دون ”تأتأة“، حيث كانت تتدرب على الكلمات الصعبة ونطق اسمها الذي حوى حرف ”الدال“ مرتين حتى أضحت ترسله على لسانها لا يقيده شيء.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
ليلى
[ القطيف ]: 22 / 10 / 2023م - 10:32 م
ياعمري على ولدي مايعرف يقرأ يتنمرعليه الله يكون في العون