رحلة الضوء
رحلة الضوء
في رثاء فقيد العلم والتقى والفضيلة سماحة المرحوم الحجة الشيخ مهدي المصلي طاب ثراه الذي وافاه الأجل في المدينة المنورة يوم السبت الموافق 28 - ربيع الأول من عام 1445 هج
في سماء البقيع شع زهيا
كوكب يرتدي السنا (مدنيا)
حملته القطيف أُمًّا رؤوماً
وسقته الولاء ( تاروتيا )
لم يكد يبصر الحقيقة حتى
بزغت شمس فضله (نجفيا)
طار في الحقل يجمع الحب شهدا
من رياحين روضه ( قُمِّيا )
ومشى يقطف الأزاهر فكرًا
أحمدياً ومنهجًا علويا
عاد للأهل والحقيبة ملأى
تنثر الدر ريّقاً وصفيا
كلما غاص في بحور المعالي
رفعته السما مكانًا عليا
………..
لم يزل يكسر الظلام بكفٍ
حملت مشعل الهدى نبويا
كلما جئته وجدت عليه
من بهاء الإيمان عطراً نديا
قلمٌ خطَّ ( للقواعد فقهاً )
صادقياً وشاد ( أصلا نقيا)
كل حرف يسيل من شفتيه
ومضة تنشر السنا العُلوْيا
حكمة الصمت بين عينيه سرٌّ
أتملّى? سناهُ في عينيّا
حمل الزاد للمدينة كنزاً
مهدوياً يطوي المعارف طيّا
لم يشدّ الرحال الا لعشق
قد طوى فيه سرّه الأزليا
أيُّ طهر وأيُّ روعة روحٍ
حلَّقت فيه فوق هام الثريا
شيبة تشرق الجلالة فيها
تسكب النور فوق ذاك المحيا
كل ذرات هذه الارض كانت
تحت نعليه شاهدًا نوريا
………..
أيها الراحل الذي غادر الأرض
أعرني حضورك الضوئيا
كنت في معقل الرسالة حصناً
أُحديّاً إن شئت أو بدريا
جئت أرثيك بيد أن بياني
عاد من فرط لوعةٍ مرثيا
لا تلمني إن سال حبري جمراً
أنت أشعلت حزنه الأبديا
أنت آثرت أن تعود إلى الله
كما شاء راضيا مرضيا
كنت معنىً شاء المهيمن لطفًا
أن يرى فيه هيكلًا روحيا
…………،
يا تراب البقيع ياسر قدس
عمَّدته السماء ربانيا
ياثرىً من حظيرة القدس أسمى
يارياضاً تضوع عطرًا شذيا
يارحابا ملائك الله ترعى
بالتراتيل رمله القدسيا
عجن الله في ثراك نفوسًا
فاستوى الطين فيك لاطينيا
يا محط الأقمار جاءك يهفو
بدر تم هوى إليك هويا
كان في مسرح الحياة ضياء
يبعث الميت بالهداية
حيا
كان فينا يوزع الحب وِرداً
فتلوناه بكرةً وعشيا
سكن اليوم في رحابك ضيفًا
حسني الولاء زهرائيا
انثر النور بين جنبيه واهتف
لا تخف جئت هاديًا مهديا