من يحرك البوصلة؟
انهض، حاول، تقدم، لا تكن عاديا؛ كن مبهرا، ستتعثر حتما؛ لكنك ستقوم من جديد، فرغبة حب النجاح التي بداخلك تدفعك لصنع إنجازات ذهبية.
ليكن سلاحك، طموحك العالي؛ فانوسك السحري الذي يدفعك لتشعل جذوة الاجتهاد، طموح يتقبل الألم والمعاناة؛ لتقوى الروح، وتصل للهدف.
فما أجمل أن يصدمك النجاح، وتأخذك نشوة الفرح لعوالم من السعادة، وهذا ما حدث في «ثانوية الأوجام للبنات» حين تصدرت قائمة المتقدمين في ”مؤشر ترتيب“ تحصيلي - علمي، الذي أصدرته هيئة تقويم التعليم والتدريب على المستوى الوطني للعام 1444 هـ. حيث احتلت المدرسة المستوى الأول على الشرقية، والخامس على المملكة، فئة المدارس الحكومية، فمن بين آلاف المدارس والطالبات تفوقت مدرستنا، وحفرت لها بصمة في سجل الوطن الأكاديمي للعام الرابع على التوالي.
من أين لهم هذه الهمة!؟ وماذا يدور بداخل هذا النبع المتدفق بالجمال؟
ثلاثة أعمدة تقف بشموخ وترسم ملامح سفينة النجاح، إنها؛ القيادة المحفزة، والمعلمات الملهمات، وطالبات يمتلكن أناقة فكرية، يرين في العلم منهلا رويا، يرتشفن منه ماء التفوق، ويحصدن به قلائدا من نجوم.
قيادة المدرسة التي تحتضن الجميع تحت جناحيها بكل حب، كتف السند في المواقف الإنسانية،
فلا حواجز تفرضها اختلاف المسميات، ولا خط أحمر أمام طرح وجهات النظر المتباينة. ابتسامة تشق طريقها للقلب بدون استئذان، ومتابعة دؤوبة للتفاصيل اليومية، كل ذلك أنتج بيئة آمنة ونشطة، كل يعرف مسؤولياته ويؤديها بسعادة.
قيادة حددت الهدف ولم تقبل إلا بنجاح متميز، حصاد جاء بعد إرادة وعزم ومثابرة، فقد تصل للنجاح؛ لكن أن تحافظ عليه هنا يكون الاختبار.
وكما تقوم العاملة في خلية النحل بجل المهام، تأتي المعلمة النحلة التي تبني قرص العسل، بفكر أنيق وعطاء من الروح، وقلب حنون يستوعب كل الطالبات، إنها المربية والمعلمة في آن واحد. حقا؛ إن عمل المرأة لا ينتهي مطلقا، ومصداقه كوكبة معلمات ثانوية الأوجام اللاتي يقدمن تدريبا مستمرا داخل المدرسة على الاختبار التحصيلي على مدار سنوات، واستطعن بذلك كسر حاجز الخوف لدى الطالبات، واللافت أن التدريب كان أيضا خارج المدرسة في مادة الأحياء مع المعلمة نازك السليمان التي استطاعت أن تجذب طالبات من مدارس القطيف وخارجها؛ لينضموا لبرنامجها التدريبي عن بعد.
هؤلاء المعلمات من ترفع لهن القبعة، فهن من يصممن خارطة الطريق، يشجعن، يتبنين النجاح ويقدمن المساعدة لكل من تتعثر، يأخذن بيد الطالبات كلما أظلم الطريق، يفتحن طرقا من الأمل؛ ويحرسن الأحلام، كفاءتهن العلمية صنعت بطولة وجيلا يعشق المعرفة.
هذا الجيل هو من حقق تلك الأرقام ووضع الأوجام في المقدمة، طالبات لديهن إرادة المثابرة وتطلعات خضراء، إنهن يقضين الساعات الطوال من أجل التحصيل العلمي، ينكببن على الكتاب كجزء من أولويات الحياة، يسألن، يناقشن، ولديهن الكثير من الشغف الدراسي.
طالبات أدركن ما معنى أن تكون رقما صعبا في معادلة التنافس العلمي، أن تتحدى ذاتك، وتخرج المارد الساكن بداخلك؛ لتخلق لنفسك فرصا وخيارات متعددة؛ تعينك على تحديد مسار ما بعد التخرج.
هذه الثمرة الجميلة، كان يرعاها أيضا والدان زرعا حب العلم وغرسا فسيلة الاجتهاد لدى ابنتهما، حرصهما ودعواتهما الحنونة كانت تصنع هالة طمأنينة وسلام داخلي، تكلل بأحلى قطاف.
نحن وأمام هذا الإنجاز نقف احتراما، وندعو المجتمع الأوجامي لدعم هذا الصرح كل من موقعه، فهذا المكان يحتضن نبض حياتنا وفلذات أكبادنا، ولا خسارة في الاستثمار في الإنسان.
أيتها الأسرة، اطمئني، ابنتك تسكن ضمن أسرة ثانية، أسرة صنعتها ”ثانوية الأوجام“ حيث الانضباط والجدية والعمل بروح الفريق الواحد، فكل فرد بها يشعر بروح الأخوة والتكاتف، الجميع متشبث بالمكان إلا من أجبرته الظروف أو رغبة تغيير العمل للنقل من المدرسة، إنه مغناطيس الانتماء للمؤسسة التي تشعرني بالتقدير، وتحفزني للمزيد من العطاء، حتما هنا لن تتوقف بوصلتي، ستبقى تغير اتجاهاتها؛ لتقف صوب كل نافذة تقفز بي للمزيد من النجاحات.
نبارك للمدرسة وللأهالي هذا الإنجاز الذي يصب ضمن مستهدفات رؤية مملكتنا الغالية حيث الشباب عماد المستقبل الواعد.