آخر تحديث: 6 / 12 / 2024م - 1:54 م

رواية شموس ونوافذ

الدكتور نادر الخاطر *

الكاتب صاحب رواية شموس ونوافذ «الأستاذ عيد الناصر» نصب لي كمين مؤامرة، لكن الكمين من نوع آخر يحمل مصيدة الثقافة والفكر الصريح. أهداني الكاتب عدة روايات بكيس أنيق من ذلك النوع ما يضم الهدايا الغالية من بين الروايات كانت رواية عنوانها شموس ونوافذ كانت أوراقها الأصفر الفاتح يزينها غلاف معبر عن العنوان صممه يثرب الصدير، بينما الغلاف الأخير كلمات إلى الدكتور حسن البريكي يصف رحلة القاطرة للرواية الانطلاق من محطة سيهات الطفولة إلى توقف القاطرة في نيويورك مروراً في محطات لندن. حين قرأتها انعدم قانون الجاذبية الأرضية انتقلت من جغرافيا الأرض إلى السماء حتى تسمو الأفكار. الرواية فتحت زجاجة العطر الفواح... صادني الكاتب في فخ الشغف والتشويق؛ وجدت نفسي تغرق في أعماق الرواية... عيوني تذرف الدموع عندما أوقفني الكاتب في محطة التكاتف العائلي أيام زمان... وصف البيت مثل وكر الحمام بين الإخوة مع قلوب سليمة؛ كذلك افتح فكي السفلي بهجة من رحلة محطات الرواية... تشابه أفلام هوليوود ومسرحيات شكسبير من المغامرات.

الرواية تحاول قيادة الفكر إلى الطريقة السليمة من منهج الحصان يقود العربة، لكن في زمننا أصبحت العربة تتقدم على الحصان بعض الأحيان؛ مما ينتج عن انزلاق الحصان حيث الكاتب يحاول علاج الارتباك.

الكاتب استأذن من الجمهور، مشاركة البطولة في الرواية أخد دور البطل الثاني حيث بطل الرواية العم ”جمعة“ لكن بعض الأحيان دور البطل الثاني يلعب بالذكاء العاطفي والاجتماعي من صناعة النكهات العاطفية والفكرية للجمهور، فعلا استطاع البطل الثاني الإبداع من تقديم وجبة ساخنة مطبوخة في فرن العقول النيرة.

في نظرة بانورامية الكاتب يصور لنا أيام زمان الجميلة بكلمات أنيقة، وتشعل الشغف للقارئ، بعدها يلبس الكاتب عباءة العرفان، ويفتح نوافذ المساواة بين البشر في تصريحه ”ليس هناك فرق بين أبيض أو أسود أو عربي وغير عربي، مسلم أو مسيحي“، تستمر الرواية في الاستنتاج الروائي حيث تحلل سلوكيات المجتمع في النقل المعلوماتي للمعرفة، رب الأسرة يعطي المعلومة إلى الزوجة في حالة الوعكات الصحية ثم الزوجة تنقلها إلى الأولاد، حيث تكون المعلومة من المصدر الصحيح. لكن في زمننا الحالي أصبح المجتمع والعائلة يا خد المعلومة من سوشيال ميديا التي تفقد المصداقية والصحة. قبل ختام الرواية الكاتب جهز زورق التفاؤل، حتى يبحر مع القارئ من جمع الأصداف الثمينة حيث صرح الكاتب لا ينبغي للفرد أن ينغص حياته من الخوف، وتتمكن منه الهواجس «يا ترى... هل يا ترى؟» فلن يغير في الواقع أي شيء، بل إنه قد يضر، الأفضل أن تستخدم الذكاء الاجتماعي للنجاح، كما يفكر لاعب الماراثون كيف يقطع المسافات الطويلة للنجاح ليس التفكير في صعوبة الطريق.

الغلاف الأخير شكل قلادة عقد جميل على رقبة فتاة جميلة صاغه من اختيار فصوص اللؤلؤ.

الأخ الدكتور حسن البريكي وجه رسالة إنسانية للمجتمع وبالخصوص الطاقم الطبي من ذهب عيار 24.