آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:22 م

هل نتشابه في الحب والكراهية

كاظم الشبيب

ليس بالضرورة أن نتفق في كل شيء كي نحب بعضنا، وليس من اللازم أن نتشابه في كل شيء كي لا نتكاره، ولكننا بمقدار ما نتقارب قد نحب بعضنا، وبمقدار ما نتباعد قد نكره بعضنا. لكننا من الممكن، لو تأنسنت ثقافتنا وحياتنا، وقمنا بتفعيل إرادتنا، وصلحت نياتنا، أن نتوافق للتعايش مع بعضنا، وأن نتناغم مع مصالحنا المشتركة التي تجمعنا. حينها، يكون المجال متاحاً للتقارب المفضي لمحبتنا لبعضنا كأفراد وجماعات. هو قانون التوافق والتناغم بين السكان المختلفين في هوياتهم ضمن المحيط الجغرافي الواحد.

نحن كأفراد لا نتطابق مع من نحب كل التطابق، وقد ننفر من التطابق أحياناً، لأننا قد نميل للمختلف عنا من أجل أن نتكامل معه، ولكن دائماً هناك ما يجمعنا من صفات للتناغم مع من نحب. وكجماعات، دائماً هناك صفات تجمعنا مع غيرنا المختلف عنا، كما هناك صفات لا تتطابق معنا. هذه هي طبيعة الحياة الاجتماعية بين الناس والجماعات والأفراد منذ خلق الله البشر ليعيشوا مع بعضهم على هذه الأرض.

 أو كما يقول الدكتور علي حرب في كتابه ”خطاب الهوية، سيرة فكرية“: فأبناء بلد تباعد بينهم أشياء وتجمعهم أشياء. تباعد بينهم الأزمنة، أزمنة الطوائف والمذاهب والقبائل، ويجمعهم المكان الواحد، تفرقهم التواريخ وتوحدهم الجغرافيا، تشتتهم الرموز والطقوس ويؤلف بينهم المصير الواحد والقدر المشترك.* فلا ضرورة للتشابه لنحب بعضنا، ولا ضرورة أيضاً للاختلاف لنكره بعضنا، لأن التعايش الإنساني هو الهدف المنشود الذي يفضي لعالم فسيح من المحبة بين الناس، وهذا ما يشرحه المقطع المرفق بعنوان ما هو التعايش؟

* خطاب الهوية ص 40