آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 3:01 م

تساؤل بدون إجابة

وديع آل حمّاد

الحديث عن القوتين الكابحتين يعني الحديث عن قوة الوحي وقوة التقاليد والأعراف.

لا شك ولا ريب بأن هاتين القوتين تعملان بفاعلية في بناء منظومة تنهض بوظيفة قادرة على توجيه سلوكياتنا وتشكيل غاياتنا اتجاه الحياة ورسم لوحة تطلعاتنا وفلسفة مقارباتنا اتجاه الأشياء المماسة لنا.

وتنوع سلوكياتنا وغاياتنا وتطلعاتنا إلى درجة التضاد تحفزنا على البحث والتنقيب في درجة أثر هاتين القوتين على سلوكياتنا وتوجهاتنا، وإلا يبقى تفسير سلوكياتنا أمرا غامضا ملتبسا.

وكما تتباين سلوكياتنا وتوجهاتنا تتباين تفسيرنا لها لاختلاف قيمنا ومعاييرنا في نظرتنا اتجاه الأشياء.

لا خلاف في قوة تأثير كلتا القوتين في توجيه سلوكياتنا، ولكن أيتهما أكثر تأثيرا من الأخرى؟

هذا التساؤل قفز في ذهني وأنا في القطار متوجه من مدينة إلى أخرى في أحد البلدان، وامتد ترافقه معي طوال الرحلة - كأنيس لي - التي امتدت إلى أكثر من ساعة.

فبعد أن انقدح هذا التساؤل في ذهني، قلت في نفسي: ليس مهما أن أملك جوابا لهذا التساؤل، بل المهم أن أبحث عن جواب مقنع وتفسير في أحشائه عناصر القبول، وقد أملك جوابا مقنعا لي ولكن ليس مقنعا للغير، وبالتالي علي الاحتفاظ به والعمل جاهدا في البحث عن سبل إقناع تتماهى مع مقبولية الآخرين، لتكون هذه السبل الباب الذي من خلاله تنفذ الرؤى إلى الغير.

أتصور بأن الإجابة على هذا التساؤل ليس بالأمر الهين، ولن تكون ثمة إجابة واحدة مقنعة تحوم حوله، بل ستتعدد الإجابات بناء على تعدد الرؤى والخلفيات الثقافية والاجتماعية والفلسفات التي يمتلكها كل فرد منا اتجاه الأشياء، وبالتالي ما يراه زيد ليس بالضرورة متطابقا مع ما يراه عمرو.

قاربت على الوصول إلى وجهتي المقصودة، واستعد للنزول من القطار وأنا ما زلت أقلب في صفحة هذا التساؤل يمنة ويسرى وبحثا وتشريحا لعلي أجد قبسا منيرا، ولذا أدعوكم لمشاركتي في جعل هذا التساؤل موضع تأمل وبحث وتدقيق.