دستور الأخوة
الأخوة تعتبر رباطاً فطرياً بين الأخوين، وجود العلاقة، هي بمثابة نعمة ورزق من الله، الشعور بمشاعر الأخوة، هو كذلك نعمة، التبادل الإيجابي نحو تلك العلاقة. هو أمر مثالي ولا يشوبه خلل، أو يشوه هذه العلاقة إلا عطب قد يعرقل سريان تلك الرابطة ويهدد توازنها الفطري.
قد يكون هناك ابتلاءات وامتحانات من رب العالمين لقياس قوة تلك العلاقة، وقد نسمع بمجتمعاتنا عن تشاحنات وتصادمات بعلاقة أخ بأخيه الآخر لأسباب لا داعي لها، أو بالأحرى ممكن تصنيفها على أنها أقل أهمية بالمقابل مع حفظ دستور الأخوة.
قد نرى مثلاً أخ يقع بمشكلة أو شائكة بعدها نرى التفاعل الإيجابي بمحاولة المؤازرة والأخذ بعضد الأخ الآخر ومساندته خلال الفترة الحرجة التي بالفعل يحتاج لها الأخ بالوقوف سنداً وعضداً خلال الشدة والنوائب.
ومن خلال ما وردني من أحدهم أن عائلة بأكملها دخلت بخلاف شديد وكبير جداً بين الإخوان والأخوات بسبب ورث، وقد نرى من هذه الزاوية وجود فرق أو اتفاقات مثلاً اثنان ضد البقية أو تآمر الأكبر سناً وتكاتفهم ضد أصغرهم بهذا الخلاف.
وهذا المجموعات قد يختلفون فقط بالرأي والمبدأ واختلاف الرأي وارد، لكنهم غفلوا عن حقوق الأخوة غفلوا عما جعلهم الله بموضع ذلك الاختبار والامتحان، وقد أخفقوا بالتخطي والتجاوز.
قد يكون ابتلاء، لكنهم لم يتجاوزوه، لعلهم يرون أنفسهم أنهم على حق.
هناك زوايا جميلة تمر خلال رحلة الحياة منها ما يعلق بالذاكرة ومنها ما يكون من نصيب طي النسيان، معالم الأخوة تكمن بفهم الأخوة لبعضهم بعض دون محسوبيات أو مجاملات. عندما يفترق الإخوة عن دار الأهل والاستقلال بمسؤوليات وتكوين الأسر، قد يشتاقون لتلك الأيام التي تجمعهم تحت سقف واحد، ويتذكرون التفاصيل ويودون لو يتحدثون عنها أمام أولادهم ليلاً ونهاراً، أو يتذكرونها عند الحديث مع إخوتهم خلال الجمعات العائلية.
المغامرات التي خاضوها بالصغر والأسرار التي اكنوها بصدورهم هي حصاد ثمين لا يفرطون به.
أعربت عن مشاعري نحو أختي،، أرسلت لها رسالة تعبر عن مدى اشتياقي لها من خلال صورة اقتبستها من الإنترنت، لم تأخذ مني رحلة البحث والإرسال إلا دقائق معدودة، شعرت بسعادة غامرة عندما بادلتني أختي الشعور بأنها محتاجة إلى تلك المشاعر بعد عناء تعب وتزاحم أمور الحياة لديها.
علموا أولادكم كيف أن يحبوا بعضاً كما فعل لنا آباؤنا، كل شيء تغير بهذه الحياة، تغيرت العلاقات وتدمرت وتشوه الكثير منها، في ظل تزاحم أمور التكنولوجيا وتكاثر وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها السلبي على البشر. لكن دعونا نحافظ على ذلك الدستور الفطري السامي الذي ينزل على القلب والفؤاد دون إدراك، يكون نكتار السعادة ولون الحياة.
الأخوة جمالها بالإدراك والتضحية، التماسك والتفاهم على مرور الأزمنة هو بمثابة اجتياز المعارك. اجعلوا الذكريات تسلية تكررونها عند اللقاء. شريط الذكريات جميل والأجمل فيه تكرار العيش فيه بالاستعادة والذكرى.
من يعيش تلك النعمة حالياً عليه الشكر والحمد، فوجود تلك المشاعر هو رحمة وهبة من رب العالمين، حفظ لي ولكم جميع إخوتكم ومحبيكم
