آخر تحديث: 25 / 11 / 2024م - 8:46 ص

وجوه لا تنسى: الحاج حسن آل محمود ”العسس“ حارس الليل

حسن محمد آل ناصر *

جاء في لسان العرب لغة العسس بفتح العين والسين من عس، الدوريات التي تجوب الشوارع بالليل لكشف أحوال المجرمين والمخالفين.

ربما لا يعرف هذا الجيل ماذا تعني تلك المعاني والكلمات العسة أو النواطير أو حراس الليل، فقد انتهت هذه المهنة التي كانت تحرص على حفظ الأمن والأمان سابقا، ويبدأ المباشرة بالعمل من بعد صلاة العشاءين إلى وقت الشروق، في كل مدن وقرى المملكة المحروسة.

في الماضي كان لرجال الدوريات الليلية ”العسس“ زي رسمي فهي مهنة تقوم بمهام الشرطة حاليا، فالزي المعتمد مكون من بنطال وقميص وقاش وغترة باللون الأخضر ”الزيتي“ وعصا وكشاف وصفارة، حقيقة لم أر هذا الزي، ولكن شاهده جيل من سبقني، أنا فقط عاصرت ورأيت بالزي الاعتيادي ”ثوب وغترة وعقال“ في السنوات الأخيرة من هؤلاء الرجال ذوي الهيبة الذين يجوبون الحي في الساعات المتأخرة من الليل.

وشخصيتنا هذه ممن عمل في هذه المهنة القديمة هو الحاج حسن بن عبد الكريم بن حسين بن مهدي آل محمود، ولد في بلدة القديح الحبيبة بتاريخ 01/07/1362 هـ، وتوفي في يوم 28/12/1443 هـ، عاش يتيما منذ صغره، وتربى بعناية ورعاية خاصة عند الحاج مهدي بن علي آل قاسم «جد زوجته الحاجة نعيمة علي آل قاسم» وأنجبت له سبع بنات وثمانية أولاد، لم يكن لديه إخوة فقط اختين الحاجة معصومة والحاجة فاطمة.

تدرج سكنه ما بين الحياة الريفية والتقليدية في البلد، ففي بداية حياته عاش في بيت من العشيش ”بيوت مصنوعة من الخشب“ بالقديح، حتى استقر في منزله الحالي، أول عمل له كان في سوق الخضار بالخبر، وبعدها انتقل إلى العمل لدى شركة حفر آبار في بلدة الجبيل؛ ومن ثم في جلب الحجارة والحصى من البحر وهي مهنة شاقة إلا أن استقر في مهنة الدوريات الليلية ”العسس“.

فقد حصلت معه قصص وحكايات كثيرة عند ملاحقته للصوص الهاربين، ونكتفي بواحدة فقط، ولأنه يعرف تمام المعرفة بمداخل ومخارج الحي، فقد رأى ذات وقت متأخر من الليل رجل غريب اقترب منه وسأله أسئلة متكررة: من تكون؟ ولماذا أنت هنا في هذه الساعة؟ وشك في صدق إجابته، ولم يقتنع فأمسك به واقتاده لبيت العمدة ليسلمه للشرطة، واتضح بعد ذلك أن هذا الغريب من لصوص الليل، فرحمك الله يا أبا عبد الكريم رحمة الأبرار، وجعل الجنة مثواك إنه سميع مجيب الدعاء.