أغلقوا نوافذكم!
- أغلقوا أبوابكم ونوافذكم، فهنالك عاصفة رملية قادمة، نتداول كثيراً هذه الجملة قبل قدوم أي عاصفة رملية للمنطقة فنقوم فعلاً بإدخال الغسيل المنشور، إغلاق النوافذ والأبواب، وإيقاف الدراسة، أي منع الطلبة من الذهاب للمدرسة في ذلك اليوم.
- كبيرة في الحجم والسن ومحجبة تعرض فقرات مختلفة، مغنية تارة وراقصة تارة أخرى، وتلهث بعد كل فقرة. فتاة صغيرة بملابس بالكاد تغطي جسدها، تحدث المتابعين من غرفة نومها. رجال كبار في السن يرقصون بشكل هستيري ومتواصل، أشخاص يأكلون الأخضر واليابس، كميات كبيرة من الأكل، يأكلون ما يؤكل وما لا يؤكل بنهم عجيب، أشخاص يعرضون المئات من علب الهواتف الجوالة الغالية الثمن ويعدون بتوزيعها على متابعيهم، تحديات لأشخاص يسكبون القهوة من الطابق الثاني على المسكين صانع القهوة «البارسيتا». أمهات يعرضن بناتهن بملابس خادشة للحياء. شباب يجعلون من أجدادهم وجداتهم الكبار في السن - والذين ملت وجوههم التجاعيد وكسى الشيب شعرهم - أضحوكة لصنع محتوى تافه وزيادة عدد المتابعين والمشاهدات. تحديات لا أخلاقية بين شباب وفتيات مع وجود الكثير من المشجعين. عوائل كاملة تتسمر أمام كاميرا الهاتف الجوال متوسلة المشاهدين أن يتبرعوا لهم أو يهدوهم وروداً، صناديق إلكترونية أو تكبيسات. كل ذلك وأكثر تجده في البثوث المباشرة على تطبيق التيك توك المشهور.
- يتابع الكثير منا مقاطع مواقع التواصل الاجتماعية كالفيس بوك، الإنستقرام والسناب شات، لكن تفوق تطبيق التك توك عليها جميعاً حيث أصبح مشهوراً حتى عند الأطفال بعمر السنة والسنتين، فترى الطفل وقد وضع الهاتف بزاوية معينة وتموضع أمامه، ثم بدأ في الرقص بشكل عجيب على أنغام أحد الترندات المشهورة.
- لقد أصابني أنا شخصياً نوعاً من الإدمان على مقاطع تطبيق التيك توك عندما عرفته في البداية، لأنه قدم نوعاً جديداً ومختلفاً من الترفيه والمتعة في المقاطع التي يصنعها الموهوبون في الرقص من جميع أنحاء العالم، كلٌّ بطريقة جديدة ومبتكرة أو مضحكة في كثير من الأحيان. إضافة لمقاطع تعليم الطبخ، الزراعة، العناية الشخصية أو تربية الحيوانات.. وغيره. نحن لا ننكر الفائدة التي أتت بها التكنولوجيا لمنازلنا لكن المشكلة في عدم التنقيح والغربلة بما يتناسب وعمر وعقلية المتلقي. لذلك أجد أن التطبيق الآن وبدون رقابة قد أصبح خطيراً جداً على مجتمعنا وصار يمثل تهديداً واضحاً لقيمنا الأخلاقية، والدينية والثقافية الثابتة.
- لذا، وكما نغلق نوافذنا عن العاصفة الرملية القادمة، من الأولى أن نغلق نوافذ برامج التواصل الاجتماعية عن المقاطع السيئة والمحتوى الهابط الذي لا يتناسب وثقافتنا العربية الأصيلة وديننا الإسلامي الحنيف، والذي إذا استمر سينتج لنا أجيالاً سخيفة، هشة وغير منتجة، تريد أن تجني قوت يومها من خلال الرقص أمام كاميرات الهواتف.