كيف تتعامل مع المواقف المحرجة
27 مارس 2018
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 243 لسنة 2023
How to deal with embarrassing situations
27 March 2018
وضعك لنفسك في موضع مراقب قد يكون مفتاحاً في التغلب على مشاعر الإحراج، بحسب دراسة.
مشاعر الإحراج [1,2] يمكن التغلب عليها بالتدريب الذهني. هذه هي نتيجة دراسة [3] نُشرت في مجلة ”Motivation and Emotion“. بامكانك التغلب على مشاعر الإذلال أو المعاناة النفسية وذلك بتدريب ذهنك على أن تكون مراقبًا لا أن تكون مشاركاً فعالاً في المواقف المحرجة، كما تقول لي جيانغ Li Jiang من جامعة كارنيجي ميلون Carnegie Mellon في الولايات المتحدة التي قادت الدراسة. لدى بعض الناس خشية شديدة من مواقف الإحراج إلى درجة أنهم يذهبون إلى أقصى حد في تجنب ما يبدو أنها مواقف يومية عادية. وقد يكون من ضمن ما يتجنبونه هو عدم سؤال أحد العاملين في بقالة عن منتج جديد، وذلك خشية من أن يظهروا أغبياء في نظره، أو حتى لا يرغبون في الخضوع إلى فحص طبي محرج حتى وإن كان فيه انقاذ لحياتهم.
”الإحراج يمنعنا من طلب المشورة عما يجب علينا فعله، على سبيل المثال، فيما يخص أقساط الرهن العقاري المتراكمة أو حالات الحمل غير المخطط لها.“ في حالات كثيرة، إذا رغبنا أن نساعد أنفسنا نساعد غيرنا، علينا أن نتغلب على خشيتنا من الإحراج في المواقف الاجتماعية [أي فيما يحدث في التفاعلات ما بين الناس]"، كما تبين جيانغ.
أجرت جيانغ وزملاؤها ثلاث مجموعات دراسية، تضم كل منها مجموعات مختلفة من الطلاب من جامعة كبيرة في الولايات المتحدة. في الدراسة الأولى، طلب الباحثون من المشاركين أن يبدوا ردود فعلهم على إعلان تجاري يعرض شخصًا خرج منه ريح مع صوت صدفةً أمام زملائه في دورة لتدريب اليوغا. اختبرت الدراسة الثانية ردود فعل مشاركين على إعلان عن طلب إجراء فحص للأمراض التي تنتقل بالاتصال الجنسي. وقد سألت الدراسة الثالثة المشاركين عن الإعلان التجاري الذي يعرض رجلًا تخرج من ريح فيها صوت أمام سيدة من المحتمل ان يتزوجها مستقبلًا. في كل دراسة، أراد الباحثون اختبار الفرضية القائلة بأن تبني منظور المراقب يمكن أن يقلل من غلواء مشاعر الإحراج.
إحدى النتائج، الذين لديهم وعي بالذات [4] عالي المستوي جدًا في الأماكن العامة هم أكثر احتمالاً لأن يأخذوا منظور الفاعل في المواقف المحرجة، حتى لو كان ذلك يتعلق بآخرين «فعله آخرون». حتى أن الذين لديهم وعي بالذات سيعانون نفسيًا عند مشاهدة إعلان فيه مغالطة الاحتكام إلى الاحراج [أي استخدام شعور الشخص بالإحراج للإغراء أو للإبتزاز العاطفي من قبل طرف آخر]. ومع ذلك، تنخفض مستويات الوعي بالذات لدى هؤلاء الأشخاص عندما يكونون قادرين على تصور أنفسهم كمراقبين للحالة، وليس كمشاركين داخلين مباشرة فيها.
يوضح بحثنا أن تصميم استراتيجيات في الحد من الحرج بنجاح يُعد أمرًا معقدًا. ويرجع ذلك إلى أن المستهلكين سيتفاعلون بشكل مختلف مع أساليب الإقناع بحسب مستوى وعيهم العام ومقدار مواردهم المعرفية المتاحة [من الموارد المعرفية الذكاء والخبرة التي يحتاجها الفرد لمقاومة الضغوط النفسية [5] ].
وتعتقد جيانغ أن النتائج لها آثار مهمة مترتبة على جهات التسويق التي غالبًا ما تستخدم مواقف من شأنها أن تستخدم الاحتكام إلى مواقف محرجة في إعلاناتها لإغراء المستهلكين بشراء منتجاتها.
”تجنب الاحراج يشكل الأساس لمحاولات اغراء وحث المستهلكين على شراء مجموعة واسعة ومتنوعة من المنتجات، من منظفات الغسيل لتنظيف ياقات القمصان، إلى سائل غسالة صحون لإزالة البقع البشعة من على سطح الأطباق،“ كما تقول جيانغ. ”دراستنا هذه ذات صلة بالأوضاع التي يرغب فيها المسوِّقون في أن يحصنوا المستهلكين ضد الخشية من الشعور بالإحراج وتشجيعهم على الاقدام على أفعال قد يرغبون في تجنبها“.