آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:22 م

تطورات الساحة الاقتصادية

عبد الرزاق الكوي

يشهد العالم تطورا في شتى مجالات الحياة في سباق غير مسبوق صراعات وتكتلات ومشاريع وتحالفات وغيره من التطورات على الساحة الدولية، ومن هذه التطورات المهمة وسوف تغير مسارات كثيرة التكتلات الاقتصادية المتسارعة التي أعطيت اهتماماً متزايداً لتفعيل فكرة التعامل بالعملات الوطنية بين دولة وأخرى وتسديد مشترياتها وتسديد ديونها وتبادلاتها التجارية.

كان انطلاق هذه الفكرة بين دولة وأخرى لهم حدود جغرافية، واتجهت إلى أبعاد أخرى بالتفكير في التوسع إلى بناء تكتلات أوسع بين دول متجاورة والتفكير بإنشاء وحدة خاصة بهذه المجموعات، وهذا ملاحظ على مستوى القارات في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية سعي حثيث لهذه المشاريع الخلاقة، تعدا الاتفاق بين دولة وأخرى إلى تجمع عالمي ذي قوة استراتيجية واقتصادية وهو تكتل بريكس، حيث أعلن أن بداية عام 2024 يعتزم تكتل بريكس اختيار نظام الدفع المشترك الخاص بها، والعمل على إنهاء الإجراءات من أجل التبادل التجاري بين دول الأعضاء بالعملات الوطنية.

لا شك أن ذلك سوف يولد قوة اقتصادية عالمية لما لهذا التكتل من قوة حيث يضم أفضل الاقتصاديات العالمية النامية، وبالفعل بدأت هذا المشاريع تظهر التعامل المتزايد بالعملات المحلية، فالقيادة الحكيمة البعيدة عن الفكر الأحادي والتفكير بأسلوب اتخاذ القرارات بالتشاور والتعددية هو ما يطمح له العالم لتغيير الواقع الاقتصادي المزري.

ولادة مثل هذه المشاريع ليست سهلة، بل تواجه عقبات كثيرة وتربصات متعددة وفتن متزايدة ومكر لا يخفى من قبل قوى ليس من السهل أن توافق من يشاركها على هيمنتها على مقدرات العالم، فالعمل شاق يحتاج إلى تكافل الجهود بين دول التكتل والأخرى المنضوية مستقبلا مع التكتل للسير بخطى حثيثة لقيادة دفة العالم الاقتصادية إلى بر الأمان وإصلاح ما أفسدته السياسة والأطماع المتوارثة منذ الحرب العالمية الثانية.

العملة مثلها مثل أي أداة يستخدمها الإنسان، فإذا استخدمت بحكمة ومصالح مشتركة عم خيرها جميع أفراد البشر، أما إذا استخدمت كورقة ضغط وعقوبات كان نتيجته المستوى العالي من الفقر وانتشار المجاعة وزيادة البطالة والأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة.

الأمل بتوسع تكتل بريكس يأخذ على عاتقه بناء منظومة اقتصادية متكاملة تعتني ببناء علاقات اقتصادية على مبدأ التعددية والمصالح المشتركة وتقديم تنازلات مشتركة لتقارب وجهات النظر بين الفرقاء، ويعم خير هذه المشاريع لنجاة البشرية من براثن الفقر والمجاعة.