تحقيق في مكان «مسجد ذي خشب»
خشب: بضمتين، آخره باء موحدة. أول المساجد في طريقه إلى غزوة تبوك، في السنة التاسعة للهجرة النبوية الشريفة.
رحل النبي ﷺ من ثنية الوداع الشمالية، فصبح ذا خشب، فراح منها ممسيا. وكان يجمع من يوم نزل ذا خشب بين الظهر والعصر [1] .
في الجهة الشمالية من المدينة المنورة على طريق تبوك يقع على وادي الحمض ”اضم“، على بعد ”40 كم“، ما بين المليليح والمندسة في الوقت الحالي.
لم يحدد الباحثون المعاصرون موقع المسجد، إلا أن بعضهم أشار إلى حجر طويل يشبه أحجار الأميال، التي توضع لبيان مراحل الطريق.
ولكن بعد التحقيق تبين أنه لا ينطبق عليه ذلك؛ لأن المسافة إلى المسجد النبوي الشريف ”50 كم“ أو أكثر. ولكن التحقيق أظهر لنا أن موقع المسجد، هو شمال قصر مروان بن الحكم [2] - الذي ما زالت آثاره باقية -
على بعد ”112 م“ تقريبا، وبالقرب من هذا الحجر مزرعة أثرية محاطة بالأحجار، وهذا تنطبق عليه النصوص التالية:
قال السيد السمهودي: ”ولفظ رواية ابن زبالة: أن النبي ﷺ، صلى تحت الدومة التي في حائط عبيد الله بن مروان، بذي خشب“ [3] .
وقال أيضا: وفي سنن أبي داود: ”أن النبي ﷺ، نزل في موضع المسجد تحت دومة، فأقام ثلاثا، ثم خرج إلى تبوك“ [4] .
أقول:
الدومة: هي نوع من الشجر. وهذه الدومة حددها نص ابن زبالة عند حائط عبيدالله بن مروان، وهذا الحائط ما زالت آثاره باقية، التي عبرنا عنها بالمزرعة الأثرية، إذن كل هذه القرائن تدل على أن هذا الحجر علامة على موقع المسجد، وهو إلى جهة القبلة