المنبر الحسيني والتفقه في الدين
لقد حث أهل البيت عليهم الصلاة والسلام المؤمنين في أكثر من مناسبة على ضرورة التفقه في الدين في مختلف النواحي ليكون العبد على بصيرة عندما يؤدي أعماله خلال حياته الدنيوية ولكي لايتخبط ولايدري إلى أي ناحية يتجه خلال القيام بأي عمل سواء كان عبادة أو تجارة أو غيرهما.
ولقد نقل ذلك الحث في روايات المعصومين كما هو منقول عن الامام الصادق صلوات ربي عليه: ”وددتُ لو أن أصحابي ضُرِبُوا بالسياط حتى يتفقهوا في الدين“،. وورد عنه ايضا قوله: ”تفقهوا في الدين، وإلا فأنتم أعراب“. «المصدر موقع المنير على الشبكة العنكبوتية».
لذا يتبين من هذا الحث الشديد ان التفقه في الدين واجب عقلي وشرعي على كل مؤمن ومؤمنة.
ومن الملاحظ وللأسف الشديد قلة الحضور في البحوث الدينية الفقهية التي يعقدها أئمة المساجد وفقهم الله لخدمة دينه، والتي إما يتم تنظيمها بعد الفرائض أو بينها لدرجة أن بعض ائمة المساجد ولحرصه على حضور أكثر عدد من متلقي الاحكام يضطر أن يلقي بحثه واقفا ولوقت لايتعدى احيانا الدقيقتين لإلقاء بحث مختصر جدا لأهم الاحكام الابتلائية لإطلاع الحاضرين عليها ومع ذلك هناك من يشكو ان هذا الشيخ أو ذاك أخرنا اليوم بالصلاة بسبب القاء بحثه القصير.
ولكن قلة الحضور في البحوث الفقهية بالمساجد يمكن التغلب عليه بإيصال الأحكام الفقهية بطريقة مبسطة عبر إستثمار الحضور الجيد لمختلف الأعمار من رجال ونساء في مجالس أبي عبدالله الحسين خلال العشرة الأولى خصوصا والثانية وكذلك الثالثة اضافة لمجالس وفيات وموالد المعصومين ولانغفل ايضا المجالس الاسبوعية التي تعقد طوال السنة وهي بالمئات ويمكن تنفيذ ذلك بتخصيص الدقائق الأولى حتى وان كانت خمس دقائق للبحث الفقهي المبسط ومن ثم يليها محاور المحاضرة التي سيلقيها الخطيب في ذلك المجلس.
وبإستخدام هذه الطريقة يتوقع وصول الوعي الفقهي لطائفة كبيرة من المؤمنين وربما بطرح ذلك الخطيب لمسألة فقهية للحضور قد تُغير مسار حياة البعض كليا وتنبهه لخطأ ديني فادح كان يمارسه في حياته بدون أن ينتبه لذلك سواء كان في وضوء أو غسل أو صلاة أو غيرها الكثير.
ولايفوتني الإشارة كمثال فقط وليس الحصر إلى أن هناك بعض من خطباء المنبر الحسيني كان يستثمر المنبر للتنوير الفقهي في بداية معظم مجالسه وهو فضيلة العلامة الشيخ عباس المحروس رحمه الله فهو ممن كان يحرص على إستثمار هذا الحضور الكبير لتبليغ الاحكام الفقهية حتى وإن كان المجلس يخص فاتحة لأحد المؤمنين فقد كان رحمه الله لايفوت تلك الفرصة.
كذلك هناك أيضا بعض الخطباء الآخرين يتبع هذا الأسلوب ولكنهم مازالوا قلة ولم تصبح حتى الان ممارسة عامة ونتمنى ان تكون كذلك متى ماملك الخطيب سواء رجل كان أو امرأة القدرة العلمية على توضيح الاحكام وهذا الذي ندعو له ونحث عليه وخصوصا اولئك الذين جمعوا بين الحوزة والخطابة وأخص هنا النساء كون أن المرأة المؤمنة بحاجة ماسة للتنويرحول المسائل الابتلائية التي تتعلق بالنساء وعندما تكون التي تشرح الأحكام إمرأة فلا يكون هناك حرج وتصل المعلومة بشكل أسرع وأسهل.
نسأل الله ان يوفق الجميع وأن يجعلنا جميعا من المتفقهين في دينه.