آخر تحديث: 27 / 11 / 2024م - 7:32 ص

فن التعامل مع الأجيال

جمال حسن المطوع

كنت في مناسبة دينية تحدث فيها خطيب المنبر عن مواعظ ودروس ذات أهمية كبرى في حياتنا تحثنا على إصلاح بعض من سلبياتنا التي تترك أثرا لا يحمد عقباه فيما لو تجاهلنا التعامل معها بشكل إيجابي وحل سريع؛ لأن في تركها معلقة تزداد الأمور سوءا وتشتتا، ومن هذه المشاكل الاجتماعية والتي يعاني أغلبنا منها هو كيفية التعامل مع شبابنا وفتياتنا في ظل التطورات والمستجدات والمتغيرات التي تفاجأنا بين آونة وأخرى، فهناك بعض من الآباء من يشتكي من أن أبناءه لا يطيعوه ولا يسمعون النصيحة بل يعملون عكسها، ويخوضون تجارب مريرة لا ناقة لهم فيها ولا جمل، موجها بعضهم الانتقاد والمعارضة إلى نصائح أبيه وقائلا له: نحن في زمن طرأت فيه الكثير من السلوكيات والمفارقات التي لا تتفق مع مفاهيمكم القديمة والبالية التي أكل الدهر عليها وشرب، ونحن في زمن التقدم والتطور المعرفي والسلوكي وحتى الأخلاقي فأنتم، وما زلتم على نهج بدائي فيه الكثير من التقاليد والعادات التي لا تتماشى مع الزمن ولا تعاصره.

تطرق الخطيب إلى طرق من فن التعامل مع هذا الجيل وكسبهم بالحوار والنقاش الهادئ البعيد عن الانفعالات والتشدد، بل استخدام الكلمة الطيبة والفعل الجميل الذي لا غضاضة فيه ولا نفور لعل وعسى هذه السياسة تعيد برمجة نظرة الشباب الفوقية إلى الواقعية العملية التي تتفق وتكون جسرا للعبور لكلا الجيلين المتنافرين، حتى يسود الود والتفاهم والتنازل من كلا الطرفين فيما يجمع بينهما من الألفة والترابط الأبوي والإنساني والعفوي.