آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 1:42 م

نور مسموم... من أدب الخيال العلمي

عبد الباري الدخيل *

في شهر نوفمبر يعتدل الجو في مدينتنا الساحلية، ولذا قرر أبي أن نقضي عصر يوم الأحد عند شاطئ البحر.

كانت فرصة لتجديد النشاط ولقاء باقي أفراد الأسرة، وممارسة هوايتي الصيد والسباحة.

في طريقنا للبحر استوقفنا تجمع سيارات بسبب حادث انقلاب شاحنة تسبب في إغلاق الطريق، وكأنها جبل يعترض العبور.

نزل أبي وأنا معه لننظر عن قرب للحدث، فدوّى صوت انفجار، وشع نور كأنه الشمس، ملأ المكان حتى السماء.

اهتزت الأرض، تفارر الناس، تكسرت بعض نوافذ السيارات، ارتفع صراخ النساء والأطفال.

لحظات.. ثم اختفى النور، وبقي صدى الانفجار في الآذان.

بينما الكل سارح في ذاته وعائلته، انهمر المطر ثقيلًا يحط كالحجارة على أبداننا، كان مطرًا من طيور، يثقل عقولنا المندهشة، ويصدر صوتًا مرعبًا حين يعانق السيارات الواقفة، وبدأ أبي يعاني من ضيق في التنفس، واختفاء للصوت، وتشنجات في الأطراف، وبدأت عينه تنزف دمًا، ثم من كان معنا في السيارة، ومن في الطريق.، وتساقط الرجال والنساء كأوراق الخريف بشكل جماعي.

بعد أن أخذتنا فرقة لمكافحة التلوثات الجرثومية للحجر الصحي، علمتُ عبر نشرة الأخبار أن ما أصابنا كان فيروسًا معدّلًا لا يصيب الذين تقل أعمارهم عن 40 سنة.