آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 4:07 م

لا تَقُولُوا مَا لَا تَعلَمُون

جمال حسن المطوع

بينَ آوِنَة وأخرى يخرج علينا أصحاب آراء وأفكار غير مألوفة ليدلُوا بِدَلوُهُم ويعتقدون أنهم أصابوا كَبد الحقيقة وتوصَلوا إلى ما عَجِز عنه المُتَبَحِرون في العلوم دينِية كانت أو فلسفية، فهؤلاء المُتَقولين يُطَبِقون نظرية خالِف تُعرف، لا هَدَف لهم سوى خلق بَلبَلة فِكرية في نُفُوس شريحة كَبيرة مِن المُجتمع على اختلاف توجِهاتِها إيماناً وتصديقاً لأن الحَقِيقَة والواقِع والأدلة الدامِغَة فَرَضَت نفسها مُدعَمَة بالأحداث التاريخية التي وَثَّقها المُؤرِخون والباحِثون الذين أجمعوا عليها إلا من شَذَ مِنهُم تَعنُتاً ومُغالطةً، فقَضِية مِثل ملحَمَة كربلاء المُقَدَسة التي فَرَضَت نفسها لا تَخرُج عن نِطاق الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر وإعادة الحُقُوق إلى مُستَحِقِيها من أولئك المُنحَرِفين الذين عاثوا في الأرض فَسَاداً وخراباً.

كانت واقِعة الطَف معرَكَة بين الحَق والبَاطِل ورفع راية لا إله إلا اللّ?ه مُحَمَدٌ رسول الله صَلَ الله عليه وآله، وليس كما يَقُول قائِلهم إنها كانت صراعاً على الزَعَامَة والرِئاسة في أمور دُنيَوِية بين مَن يُمَثِل اللّ?ه على الأرض وحَامِل لواء العَدل الرَبانِي وبين مَن يُمثِل الظُلم والاضطهاد الإنساني والطاغُوت البَشَري وهذا فرقٌ بين الثُريا والثَرى ولا مجَال لِوَجه لِلمُقارَنَة حَتَى نُقارِن ونُطبِق نظرية قال َقائِلها بِدُون تأمُل وتشابُه الأمر عليه فَوَقَع في مصيدَة التناقُضات والتأويلات البَعيدَة التي تُساوِي بين المَظلُوم وحَاكِم غَشُوم وتَجاهُل تَسلسُل التاريخ الذي أشبع هذه المأساة التي تَعرَض لها أهل البيت النبوي وغيرها من المآسي التي لاقُوهَا مِن أعدائُهُم ثَابِتَة عِندَ كُل منصِف ومُطَّلِع وإنه لم يكُن صِراعاً على السُلطَة بين فريقين أو عائلتين مُتضادَتين ولكِنه الحَق في مُواجَهَة الزَيف والضَلال فعلى من سَطَرَ قولُه تَسرُعاً وبِدُون دِراسَة مُستَفيضَة ومُوَثَقة وبِكل احترام وأدَب وبِدُون أمر أن يُعِيد حِساباتِه بَعِيدَة عن التَسرُع والعَجَلَة وإثبات ذلك الأمر بما يملُك مِن أدلة دَامِغَة لا غُبارَ عليها.

خَاتِمَة القول هو ما قاله الله جَلَ في عُلاه: ﴿إِنَّ فِي ذَ?لِكَ لَذِكْرَى? لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ صَدَقَ اللّ?ه العَليُ العَظِيم.