آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 1:35 م

من وحي كربلاء نقتبس الهدى - 1

عبد الله حسين اليوسف

تتسابق الأرواح والأجساد في الفداء للسبط الشهيد ويهفو الأطفال والشباب والرجال والنساء في خدورها لنصرته وهنا يبرز أحد أبطال كربلاء والذي احتار المؤرخون في اسمه إنه صبيّ صغير قتل أبوه في المعركة، وكانت أمه معه، فقالت له: أخرج يا بني، وقاتل بين يدي ابن رسول الله! فخرج فقال الحسين :

هذا شابٌّ قُتل أبوه، ولعلّ أمه تكره خروجه، فقال الشاب: أمي أمرتني بذلك، فبرز وهو يقول:

أميري حسينٌ ونِعْمَ الأمير سرور فُؤَادِي البشيرِ النذير علي وفاطمةٌ وَالِدَاه فَهَلْ تعلمون له من نظير له طَلْعَةٌ مِثْلُ شَمْسِ الضُّحَى له غُرَّةٌ مِثْلُ بَدْر مُنيرْ.

وقاتل حتى قُتل وجُزَّ رأسه ورمي به إلى عسكر الحسين ، والأم التي تشعر أن وليدها الذي أعدته للوفاء لسبط الرسول والتقرب إلى أمه الزهراء أخذت تراقب طفلها في المعركة إلى أن جاؤوها برأسه، فاستلمته وحملته بين يديها وقالت: أحسنت يا بنيَّ، يا سرور قلبي ويا قرّة عيني، ثمَّ رمت برأس ابنها رجلا فقتلته، وأخذت عمود خيمته، وحملت عليهم وهي تقول:

أنا عَجُوزٌ سيِّدي ضعيفة خاويةٌ باليةٌ نحيفة أضربُكُمْ بضربة عنيفة دون بني فاطمةَ الشريفة.

وكل ذلك بمرأى من السبط الشهيد إن من يذوب في حبه حتى لو أوجع أو أوذي بالحديد يسترخص الروح في سبيله..

ومن هذه النماذج عبد أسود وليس للبشرة قيمة في ميزان الإسلام إنما هي قيمة التقوى والورع فيقف ذلك العبد بين يدي الحسين يطلب بياض وجهه وطيب ريحه فينال وسام الشهادة من السبط الشهيد، ويدخل المعركة حيث أنه يريد أن يثبت أن معركة الطف تعطي لكل من يقرؤها درسا ونموذجا يحتذى به استشهد وجاؤوا به إلى السبط ليضع خده على خده إنها عظمة الموقف الذي تدمع العين بذكره وأمنية كل من يحب الحسين إنها الشهادة التي استمرت بركاتهاورحمتها وأثرها على مدى الأيام، ووسعت العالم بأكمله.

لهذه المواقف يقف المؤمن والمؤرخ والكاتب فيحتار بأيها يبدأ فالطف صفحة مشرقة من صفحات الخلود والعزة والكرامة فالسلام على الحسين وعلى أنصار الحسين وعلى من يحب الحسين .