آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:22 م

الدور الإعلامي لنهضة الإمام الحسين (ع)

عبد الرزاق الكوي

يلعب الجانب الإعلامي سابقا وحاضرا ومستقبلا دور جوهري وخطير في التبليغ والإفصاح عما يراد إبرازه وفي توجيه الرأي العام والتأثير البالغ في اتخاذ القرارات المصيرية وتغيير التوجهات.

والنهضة الحسينية بقيادة الإمام الحسين استخدمت هذه الوسيلة بكل احترافية قدمت من أجل ذلك التضحيات لإيصال أهدافها المشروعة وفضح المشروع الخطير المعادي الذي كان يملك جيشا آخر من المطبلين والانتهازيين وعبيد المال ومحبي الدنيا، فقد صور الإعلام المعادي لأهل البيت أنهم خوارج وغيرها من الأكاذيب المضللة والملفقة التي تنم عن أحقاد متوارثة، قاموا بدور كبير في قلب الحقائق وتزييف الأحداث وصولا إلى وضع أحاديث مزورة، وعمل طابور من المرتزقة من أجل ذلك حيث عمل المال والتهديد والترهيب فعله في المجتمع الإسلامي؛ مما أنتج واقع بعيدا عن القيم الإسلامية.

فكان لا بد من عمل مواز يحتاج موقف قوي ومضحي من أجل كشف الانحراف، فكان دور الإمام الحسين الشرعي كامتداد للرسالة أخذ على عاتقه القيام بالواجب، ومواجهة طوفان كبير يملك القوة العسكرية والإعلامية ومصادر تمويلها، ولكن «وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ...»

فكان الإمام الحسين الممثل الشرعي للأمة والمفوض كامتداد للرسول ﷺ، أن يقود هذه المعركة ليس عسكريا فقط، بل إعلاميا بعد انتهاء المعركة، حيث بقت عاشوراء خالدة بالتخطيط الحسيني بوجود بنات الرسالة معه كشاهد على الجريمة الشنعاء التي ارتكبت في حق سيد شباب أهل الجنة ، انتصرت السياسة السلمية الحكيمة من قبل سيد شباب أهل الجنة، فبقت المبادئ الحسينية حتى تقوم الساعة.

بدء مشروعه الإعلامي مع كافة أفراد عائلته لينقلوا الواقع والأحداث ما بعد المعركة المصيرية، فكانت المسيرة المظفرة من مدينة جده حيث ودعه وداع المفارق عازما على إنقاد الدين مما وصل له، في رحلته المباركة، مرورا بمكة المكرمة وصولا لكربلاء المقدسة، ألقى الحجج والخطب خلال رحلته، وأعلنها صريحة للعيان، «وقد علمتم أن هؤلاء القوم قد لزموا طاعة الشيطان، وتولوا عن طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد وعطلوا الحدود، واستأثروا بالفيء، وأحلّوا حرام الله، وحرّموا حلاله...»

فكان يخطب بمنطق وفكر جده ﷺ وفصاحة وشجاعة وإقدام أبيه عليهما السلام، ونجح في مشروعه المبارك في حفظ الدين، رغم قلة العدد والإمكانيات فضح الواقع الفاسد وكشف الزيف.

فكانت البداية الحسينية بكل اقتدار بتعريفه بنفسه وصوابية مشروعه وعرف من هم أعداؤه وتاريخهم وخطر مشروعهم على الدين وانحراف لمجتمع عن قيم الإسلام، وقامت السيدة الجليلة والمجاهدة العظيمة بطلة كربلاء زينب بنت الإمام علي بإكمال المشروع، فكانت شبل حيدر صوت الحق المجلجل الذي هز أركان أعداء أهل البيت رغم جراحاتها والظروف القاسية التي عاشتها والآلام المفجعة والطابور المضلل فضحت المشروع المنحرف، أقامت للحسين في كل مجلس مآتم ألقت الخطب فكشفت بيت العنكبوت وهشاشته، وعلى هذا الخط المبارك كان للإمام زين العابدين مشروعه في فضح المشروع المنحرف طوال أيام حياته حتى شهادته ، كذلك سائر أئمة أهل البيت كلا بطريقته والظروف المحيطة به.

والمسيرة الخالدة مستمرة والمشروع الحسيني منارة تضيء سماء المعمورة بسواعد المحبين، رغم الإرهاب والحروب التي شنت على مر العصور، استمرت المسيرة فالمجالس الحسينية مادة إعلامية في نقل رسالة الإمام الحسين للإنسانية جمعاء.