آخر تحديث: 22 / 11 / 2024م - 1:35 ص

خاطرة عاشورائيةِ

أمين محمد الصفار *

يحل محرم الحرام فتذهب الأرواح إلى هناك، فتشعر بأمان أخر، أمان أشبه بشعور بدوي وصل بعد التيه في الصحراء للغدير،

أنه محطة من محطات التزود بزاد الدنيا والآخرة، أنه أمان القرب من كنف الوجود والبقاء الكربلائي.

يحل محرم الحرام فنسمع ونرى الصرخات الأخيرة لعبدالله الرضيع وسط الصحراء تتصاعد مع روحه إلى السماء، تتبعهما قبضة من دمه النازف من أوداجه.

يحل محرم الحرام ومازال جرس القسم الزينبي «والله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا» ما زال يخترق أسماع الزمان ويرج أرجاء المكان، كما يخترق القلوب والعقول.

تحل ذكرى عاشوراء فيلفعنا وهج كربلاء بكل صورها وأبعادها.

يا لهذه الصحراء القاسية التي اتسعت لكل هذه الدماء الزاكية وهتك حرم النساء وترويع الأطفال،

كما اتسعت ساحتها لتعطي كل هذه الدروس وهذا العنفوان، وتخلد كل تفاصيل التضحية والفداء، والعزة والكرامة، والألم والصبر أيضا.

تحل ذكرى عاشوراء الحسين فنرى قيم ومبادئ الإمام الحسين من جديد في صحراء كربلاء التي حوت العطش بجنب النهر، والغربة وسط الجموع، والظلمة في رابعة النهار، وأصحاب القلوب القاسية التي اجتمعت سيوفها على قتل ابن بنت نبيها.

صحراء كربلاء التي شهدت في لحظة الحقيقة تعالي ثلة من الناس، وسقوط أمة.

تحل ذكرى عاشوراء الحسين وكلنا أمل بالفتح المبين الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً.