آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:22 م

ما بين الأكبر والقاسم (ع).. قواسم كبيرة..!!

سلمان أحمد الجزيري

المتابع الجيد لواقعة الطف، والتي جرت في كربلاء يجد أن هناك شخصيتين نموذجيتين هما: «علي الأكبر ابن الحسين وابن عمه القاسم بن الحسن» عليهما السلام فبينهما نقاط مشتركة كثيرة من أهمها..

التمكن من الوصول للبصيرة، والمعرفة، والعلم بطريق الحق، والبعد عن شبهات الباطل، والتي كانت منتشرة في ذلك الزمان، والأدلة عليها كثيرة؟

الولاء، والانقياد لإمام الزمان وهو الإمام الحسين كما قال النبي ﷺ فيه «حسين مني وأنا من حسين» بغض النظر إن كان هذا القائد قريباً لهما أم لا؟ وسواء كان هو والد أم عم لهما؟

ثم يأتي دور التضحية، والفداء وبأثمن ما يملكان، وبكل شجاعة، وبسالة، والجود بالروح، والنفس هو أسمى غاية الجود؟

وبالتالي نالا الفوز بالجنة، والرضوان ورضا الله تعالى، ونبيه، وذلك بتقديم دمهما، وأرواحهما الزاكية وقودا للوقوف مع الحق ضد الظلم، والجور، والعدوان.

استغلال الفرصة في الوقت المناسب وقبل فواتها، وعدم التردد أو الخوف من الحرب، والموت، وبيع النفس بأغلى الأثمان، وتحقيق النصر الأبدي.

وكلاهما نموذج حي، وقدوة لشباب الأمة، فالقاسم سنه كان في عمر الزهور، والأكبر كان في ريعان الشباب، ولم تغرهما الدنيا، وزهوها والملذات، وزينتها؟

حيث يقول الأكبر :

«إذاً لا نبالي أوقعنا على الموت أو وقع الموتُ علينا» ويقول القاسم:

”لعمه الموت من دونك أحلى من العسل“.. بذلك هما يمثلان قمة الطاعة، والتسليم لإمامهما.

لذلك فإن هاتين الكلمتين وكل سيرتهما أكبر محفز لكل شبابنا نحو الطريق الصحيح، ويجب أن تدرسا في جميع أنحاء العالم بما تحملان من وعي، وإدراك لكل معاني البطولة، والانتصار ضد كل طاغية مستبد؟

ولا شك أننا مقصرون ونتحمل مسؤولية كبيرة في عدم توصيل رسالتهما، فعلينا أن نجتهد، وننشر، ونطرح مبادئ، وقيم نهضة الإمام الحسين الخالدة لكل الأمم، والأجيال.

فمن خلالهما نكتشف دور التربية الصحيحة في بناء أفراد قادرين على تأسيس مجتمع مسلم، وصالح لكل زمان، ومكان؟ كيف لا والإمام «الحسين سيد شباب أهل الجنة» هو المربي، والمعلم لهما!!

والسلام خير ختام.