آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 3:01 م

عن الزمن الذي يمر بنا.....!!

الدكتورة زينب إبراهيم الخضيري * صحيفة الرياض

كيف للخيال أن يسعدنا؟ إذ كنت ذا خيال واسع فأنت بالتأكيد إنسان سعيد، تمهل عزيزي القارئ ولا تطلق على الأحكام قبل أن أوضح لك وجهة نظري.! ماذا لو طلبت منك أن تكتب عن كوب الشاي الذي اعتدت أن تشرب منه؟ سأتوقع وصفا مختلفا وغير مطابق مع أن طلبي محدد وواضح. هذا يدفعنا إلى تخيل كل التجارب التي نمر بها بمرارتها وصعوبتها وسعادتها، عن الزمن الذي يمر بنا دون أن نشعر، وعن قضايا الحياة كما يسميها فلاسفة الاختلاف، «قضايا ال ”هنا“ والآن»، أي قضايا الحياة الراهنة للناس كما في فلسفة جيل دولوز، حيث التفت دولوز من خلال تأثره بكل من الفيلسوفين نيتشه وبرغسون إلى الجوانب التي همشتها الفلسفة قبل ذلك، حيث عقد دولوز علاقة وطيدة بين التفكير في الحياة والتفكير في الآخر، المتعدد والمختلف، وركز الاهتمام بالحياة والجسد والرغبة، ولا يمكن فهم فلسفة دولوز دون الرجوع لكتابة ”الاختلاف والتكرار“ حيث يمثل أساس فهم ملامح تفكيره ومنطلقاته الفلسفية، وبحكم شغفي بفلسفة دولوز، أطرح سؤالا عابرا ما هو دور الفلسفة في حياتنا بشكل عام هل هي بحث عن حقيقة أم طريقة تفكير؟ لا أرغب أن نكون من الأشخاص الذين ينظرون لأنفسهم على أنهم ضحايا للظروف، وضحايا لعدم تدريس الفلسفة سابقاً، نحن في الواقع ضحايا لأفكارنا المنغلقة على ذاتها، وتوقعاتنا الهابطة السقف، فإذا كانت الفوضى هي سمة لحياة البعض وتفكيره، فإن توجيه تفكيرنا هو ما يجب علينا أن نبادر به من خلال دراسة الفلسفة للبحث عن طريقة في الحياة فهي منطلق التفلسف الحقيقي، ففي الحياة تتولد حركية الفكر لأننا نسير على مسارات الذائقة الإنسانية وجمالياتها والتي تنطلق من بنى علمية وثقافية أساسها العلاقة المباشرة بالمضامين الاجتماعية الثابتة والمتحولة، والبنى الاقتصادية والسياسية، والتحولات الكبيرة، وعوداً على فلسفة دولوز الذي يفتح الاختلاف أمام باب التفكير لمواجهة قضايا الواقع الحقيقية، فهذا الفكر لدية قدرة على الترحال بين فروع المعرفة والآداب والفن والسياسة دون أن يمس هوية الفلسفة، فهي فلسفة الممكن أمام الفكر، فنحن نحتاج إلى روح البحث والفضول والتصادم مع كل ما هو مألوف ورتيب ومكرر، وما الفلسفة إلا محاولات للكاتب للخروج من مأزق العالم الواقعي إلى عالم فضاؤه أوسع وأرحب.