آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 4:07 م

الدوخلة عدنا نتذكر وتلك المناشدة الوطنية!

أحمد منصور الخرمدي *

الدوخلة وكما تعرفون سلة للأطفال تصنع من حوض النخيل، ويوضع فيها السماد أو الرمل والحبوب النباتية، ويرعاها الطفل حتى تنبت وتخضر لتسليه عن فراق والديه الذاهبين للحج قديمًا حيث بُعد المسافات وطول الغياب.

ومن أشهر أهازيحها: دوخلتي حجي بي لمن يجي حبيبي، حبيبي راح مكة ومكة المعمورة... إلى آخر الأهزوجة الجميلة.

يشارك فيها كل الأطفال في هذه الاحتفالية والتي هي عرس، ويرمون دواخلهم ليعم الفرح كل فريج وبيت، وهم يلبسون أجمل الملابس المزركشة والبراقة الجميلة.

نؤكد أن مهرجان الدوخلة والذي هو من إعداد وإشراف التنمية الاجتماعية الأهلية بسنابس، بجزيرة تاروت - محافظة القطيف، كان يواصل عمله إداريا طول السنة، ومن دون توقف، وقبل الافتتاح بشهرين تقريبًا يبدأ الاستعداد المبكر بدءً بانطلاقة مهرجان العمل التطوعي، والذي يقام كأول خيمة ثقافية تطوعية على أرض المهرجان، والذي طالما قدم رسالته بكل أمانة ونجاح وبشهادة كل من شارك فيه، وحضر فعالياته وندواته وورش العمل التي تقيم فيه والتدريب والتطبيق العملي المصاحب وبمنح شهادات التقدير وحضور الندوات المتعددة.

كما نرغب أن نُذكر الجميع على أبرز الفعاليات التي تقام سنويًا في بمهرجان الدوخلة والتي لا تخفى على كل متابع وزائر، منها الخيمة الثقافية والصحية التي تقام فيهما الندوات والمحاضرات وورش العمل المتنوعة وخيمة المسرح التي يجلب لها أشهر الممثلين والشخصيات مختلف الخليج العربي والمسابقات الثقافية للأطفال والكبار وقفزات متنوعة من الكوميديا والفلكلور الشعبي والدراما المسلية بالإضافة إلى إحياء الموروثات الشعبية من الشعر والموال والعرضات الشعبية والوطنية وما تقدمه الفرق الشعبية الجميلة من الفن والغناء.

ولا تفوتنا المعلومة أن نتخطى ذلك الركن الكبير، وهو يعد من أهم الفعاليات التي تقام على أرض الدوخلة بل هو من أبرزها وألمعها معرض زيان القرآن الكريم، والذي يتواجد بين طياته عرس قرآني ملائكي تتجلى منه عظمة وعراقة القرآن المجيد وتخليد اللغة العربية الكنز الأبدي.

وتأتي القرية التراثية، والتي تضم العديد والكثير منها الحرف اليدوية والتراث البحري بأشكاله وتعدده وبيت العروس كما على أرض المهرجان المعارض الفنية مثل الرسم والنحت على الرمل كوالالمبور الشعبي والديوانية التي تضم نخبة من الشعراء والكتاب والمؤرخين والباحثين في التاريخ والتراث القديم.

ونجد على الأرض وبمساحة واسعة خيمة الأسر المنتجة، والتي تحتوي على أركان متنوعة لمعظم المؤسسات الأهلية والتطوعية والبنوك وبعض مؤسسات الدولة ذات العلاقة المجتمعية، والتي جميعها تعرض خدماتها للزوار، وتقدم ما لديها من جديد.

إننا ومن منطلق رؤية المملكة المباركة 2030، نناشد الجهات المعنية الرسمية منها والأهلية من شركات ومؤسسات، بتبني إعادة إحياء هذا المهرجان الكبير بحجمه وموروثه، مهرجاناً مفتوحاً طوال السنة، يواكب العصر، متنوعاً في فعالياته، يدخل الفرحة والبهجة والسرور لأطفالنا ولزواره ومرتاديه من داخل الوطن، ومن مواطني دول الخليج، وحيث الأمنيات للجميع، أن تكون لهيئة السياحة والترفيه الموقرة جهة الاختصاص، دور فعال وحيوي، والجهات ذات العلاقة المجتمعية والاستثمارية التجارية والتنموية مشاركات، ومما هو جدير بالذكر قد أُضيف لجمال المكان المطل على الواجهة البحرية، مسطحات خضراء ”كورنيش سنابس“، صُرح ترفيهي رائع في مرحلته الأولى، مما أعطى لمسات جمالية ومتنفساً للأهالي، وللمنطقة بوجه عام ”المخطط السكني نيو بيش“ المنطقة السكنية الحديثة التي تعيش إعماراً ونماءً وازدهار لا نظير له، وبكل حيوية ونشاط، ونقترح الآتي على سبيل المثال وبصفة مستدامة:

- أن تكون قرية شعبية للتراث

- ركن صناعة السفن

- ركن النوخذة

- سوق شعبي للأسر المنتجة

- كبائن عائلية «استراحات» تطل على البحر بالإيجار الرمزي.

- مسرح مصغر مفتوح للطفل «لتنمية المهارات والمسابقات وتنشيط الأفكار»

- مجلس «ديوانية» لقاء كبار السن ولشعراء الموال

- خيمة ثقافية للطفل لتعليم الفنون والرسم التشكيلي

- ركن للألعاب الترفيهية

- مراعاة أن تقام فعاليات مهرجان الدوخلة في كل عيد الأضحى من كل عام والأركان المصاحبة «وهو الأهم والمطلوب».

- مراعاة وهو جانب مهم للغاية توفير مواقف لسيارات زوار الموقع وعدم الوقوف أمام المنازل السكنية التي بالواجهة ولا بالطرق ووضع لافتات تنبه عن ذلك حسب النظام المتبع مرورياً، وقد تستغل المساحات القريبة وتخصص حافلات لنقل زوار المهرجان من الساحات البعيدة والتي مؤهلة لهذا الغرض ساحل الرملة البيضاء على سبيل المثال.

كما نأمل من الإخوة والأخوات أعضاء المجلس المحلي بالمحافظة، واجهة مشرفة تمثل الأهالي وهم كما عودونا شغوفين وحريصين على نقل رغبات المواطنين والمقيمين على حد سواء، وطرح ما هو مفيد مع المسؤولين أصحاب القرار - حفظهم الله - علماً أن هذه المشاريع متى تحققت سيكون لها أفق في القريب والبعيد وسوف تفتح المجال لفرص استثمارية وأعمال للشباب والشابات أبناء وبنات الوطن، مما سيكون لها مردود إيجابي ومصلحة عامة على الجميع بإذن الله.

الدوخلة هذا الموروث الشعبي الأصيل، والذي لا يمكن تجاهله أو التقليل من شأنه أو التفريط فيه بأي حال من الأحوال، كان مهرجاناً تراثياً، ثقافياً، سياحياً، ترفيهياً، كل عام بلباس جديد وبحلة جميلة زاهية، وقد اكتسب بفضل الله ثم بكم وبدعمكم الغير محدود وبالجهود التطوعية المتفانية من شبابنا وفتياتنا، قد لقي تأييدا وإقبالا شعبيًا كبيراً واهتماما باهرًا على المستوى الرسمي، وكانت من الفرص المتاحة والسعيدة على القلوب، أن يتشرف المهرجان كل عام، برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه - حفظهما الله - والذي كان يلقى المهرجان كغيره اهتماما من سموهما الكريمين، وتحفيزًا ليكتسب هذا المهرجان الوطني مكانة مرموقة على جميع الأصعدة الثقافة والتراث والفنون وغيرها العديد، وفي لفتة أبوية حانية من أجل إسعاد وترفيه أبنائهم بما فيهم الأطفال وصغار السن.

في الختام نرغب القول ليس جزافًا بل هو عين الحقيقة، إن مهرجان الدوخلة منقوش في العقول والقلوب، تراث وموروث شعبي، اكتسبناه أبًا عن جد وهو رمز وهوية لنا ولأبنائنا وأحفادنا وما يليهم من أجيال وأن أرض الدوخلة مازالت وسوف تبقى أرض المحبة والعمل التطوعي، شامخة وإن المستقبل الواعد لقطيفنا الغالية دين في رقابنا وأولادنا وأحفادنا في ظل قيادتنا الرشيدة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي عهده الأمين رعاهم الله.