يعرجُ بنا للبعيد
يعرجُ بنا للبعيد
إلى الحاج المؤمن الوجيه صالح إقبال (أبو أحمد) وهو يعرج بنا للبعيد
يفتّشُ عنكَ الصبحُ
من أنتَ يا تُرى؟
وكيفَ أسلتَ الحزنَ في مهجةِ الورى؟
وكيف افترشتَ الوقتَ
حتى كأنهُ يخوض بك الأعمارَ عمرًا مكررا
تجلّيتَ كالأنفاسِ
فاستيقظَ الكرى!
وأثثتَ دربَ الوردِ في وجنةِ القرى!
وجئتَ كلونِ الماءِ
لونًا محايدًا
يلوح على الأيامِ خبزًا وسكرا
فلم تنهرْ الأطفالَ
لم تكتمْ الندى
ولم تتخذْ في الناسِ وجهًا مزورا
فتحتَ فضاءَ القلبِ للناسِ كيفما تشاءُ
فسال القلبُ في الأرضِ بيدرا
وآويتَ روحَ اليُتمِ
حتّى تبلّلتْ
من الحبِّ
والأحلامِ
والمنحِ
كوثرا!
وكنتَ تمدُّ العطرَ بالعطرِ فانتشى
وفاحَ على الأيامِ حتى تفجرا
وأنتَ سليلُ الجودِ
والجودُ ينبري على كفِّك السمراء
مسكًا وعنبرا
بوقتٍ تشحُّ الناسُ عن منح ضحكةٍ
أسلتَ كفوفَ المنحِ في الأرض أنهرا
فكيف احتضنتَ القبرَ؟
قل لي؟
وهل تُرى نزلتَ له بالوردِ حتى تشجّرا؟
أبا أحمدٍ
والصوتُ يسري بمهجتي
كنارٍ تحيلُ القلبَ في الجوفِ مجمرا
أبا أحمدٍ
(عوّامُكَ) الآن تشتكي
فقد كنتَ في الأرجاءِ قطبًا ومحورا
أبا أحمدٍ
مازلتَ في الوقتِ حاضرًا
ولو غبتَ بالأكفانِ في مقلةِ الثرى
فأنتَ اكتمالُ البدرِ في نصفِ شهرهِ
إذا أظلم الديجورُ والصبح ُ أسفرا
وأنت الصلاحُ البكرُ من كلِّ (صالحٍ)
وأنت القدومُ المحضُ
ما الوقتُ أدبرا
فما ماتَ من ضمَّ التلاواتِ بيتُهُ
وشادَ لذكرِ الآلِ دارًا ومنبرا
وما ماتَ من في كلِّ قلبٍ حضورُهُ
وخطَّ على الأنفاسِ عشبًا فأزهرا