مَنْ زَارَني في حَيَاتِه زُرتُه بَعد وَفاتِه
يقول الرسول الكريم ﷺ: «حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنْ الْأَسْبَاطِ» حسّنه الترمذي والألباني.
ما أن يُذكر الإمام الحسين بن علي عليهما السلام حتى تهفو القلوب لمرقده الشريف، ويتردد صوته المبارك: «مَنْ زَارَني في حَيَاتِه زُرتُه بَعد وَفاتِه».
من الثابت في الروايات أن الله تعالى جعل لملك الموت أعوانا من الملائكة يقبضون الأرواح فمن كان من أهل الطاعة تولت قبض روحه ملائكة الرحمة، ويحضره رسول الله فيقول للملائكة: إنه كان يحب محمدًا وذريته فارفقوا به، فيقول ملك الموت: «والذي اختاركم وكرّمكم واصطفى محمدًا بالنبوة وخصّه بالرسالة لأنا أرفق من والد رفيق وأشفق من أخ رحيم به» فكيف به إذا أُضيفت له منقبة زيارة أبي عبدالله الحسين سلام الله عليه؟
وإذا كانت لزيارة الحسين الكثير من الفضائل التي لا تُعد فلماذا يحجم الناس عنها؟ بل يضعون السفر للبلاد الأوربية أولوية أكثر من زيارة أبي عبد الله، وهم في سنّ يسمح لهم بأخذ التصريح للزيارة!
وفي الوقت الذي أصبح همّ المسلم حياته الخاصة، يعمل ويكدح قد غابت تلك الزيارة المباركة عن خاطره نرى هناك فئة من الناس تضع زيارة الحسين السنويّة أمرًا لابد منه.
الحسين بن علي زعيم الشهداء وسيدهم وهو حيّ يُرزق بشهادة القرآن الكريم يرانا من حيث نخاطبه ويرد السلام على من يوجه له التّحية وقد أصبحت السّبل مُشرعة للوصول له نوعا ما.
فما أن تصلّ للكويت وبيديك التصريح لدخول العراق حتى تفصلك عن النجف خمس ساعات فقط وإنها لساعات من الفرح والسرور تقضيها في رحاب الحسين وأبيه وإخوته هي رحلة قصيرة تختلف عن تلك الرحلة المصيرية التي قام بها أصحاب الحسين الذين كان لهم شأن آخر لأنهم كانوا رجالًا عاديين لكل منهم بيت وزوجة وأطفال وصداقات وبعضهم كان له عطاء من بيت مال المسلمين وفي حياتهم متسع كبير من الاستمتاع بالطيبات لكنهم خرجوا بمحض إرداتهم وفضلوا الموت مع الحسين.
لذلك كان غريبا على أبناء أمة جده ألّا يشدوا رحالهم لقبره الشريف بين الحين والآخر وهم بالقرب منه!
المصدر: عقائد الإمامية الأثنى عشرية العلامة: السيد إبراهيم الموسوي.