آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 8:37 م

الحج أمانة في رقابنا

عبد الواحد العلوان

”موسم الحج في كل عام أجمل“

في كل عام ما أن ينتهي موسم الحج، إلا وتبدأ معه مباشرة خطط وأعمال موسم الحج الذي يليه، بكوادر بشرية وبمشاريع عملاقة تناسب استقبال ملايين الحجاج الذين يفدون لبيت الله الحرام ملبين الله أكبر كبيراً، الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً.

سخرت القيادة الرشيدة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود حفظه الله ورعاه، سخرت كافة المشاريع لخدمة ضيوف بيت الله الحرام، وكانوا من قبلهم كافة ملوك السعودية تعاقبوا على خدمة الحجاج وبيوت الله بما يسر الله لهذه الدولة من إمكانيات وقدرات وطاقات مكنتها لتستبق المستقبل بمشاريع ريادية وذكية.

”جهود القيادة الرشيدة“

لم تذخر القيادة جهداً إلا وسخرته، من أجل تمكين ملايين الحجاج، لأداء مناسك الحج بكل يسر وسهولة وأمن وأمان، وراحة واستقرار، وشاهد على ذلك، القدرات الأمنية مئات الآلاف من الكوادر الأمنية التي تحيط بالمشاعر المقدسة في كل من المدينة المنورة، ومكة المكرمة، للتسهيل على ضيوف الرحمن السكينة والروحانية في أداء مناسكهم بكل يُسر وطمأنينة.

”التوسعة الملكية الثالثة في عهد الملك سلمان“

مشاريع التوسعة الملكية لبيت الله الحرام، والتي بدأت بتدشين ملكي من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك المفدى سلمان بن عبد العزيز، لخمسة مشاريع عملاقة، التي تعتبر من أكبر التوسعات الملكية للحرم في كافة العقود الماضية، توسعة شملت محيط الكعبة المشرفة، والأدوار المحيطة للطواف، وكذلك المسعى وأدوار المسعى، مكنت المملكة العربية السعودية من تبوأ مركزها الريادي كقائد للأمة الإسلامية، مركزها مكة المكرمة، في صورة من أروع صور الإسلام، جعلت من السعودية وطناً ومواطناً لهم شرف خدمة بيوت الله وشرف خدمة ضيوف الرحمن.

”عهد الرخاء والازدهار والنمو“

السعودية تعيش في عهد الرخاء والازدهار والنمو والاقتصاد والأمان في كافة مناحي البلاد، ها هي السعودية تتقلد يوماً بعد يوم رقماً جديداً في كافة مناحي الحياة، وتتطور بشكل يومي، ولم نعهد هذا التطور قبل ذلك، ولكن في عهد قائد النهضة وعراب الرؤية جعل من المستحيل ممكناً، ومن الصعب سهل يسر، ومن الحلم واقع، ومن القمة طموح يتسابق عليه شباب هذا الوطن بفكره وعلمه وجهده لينقل بلادنا في مصاف دول العالم.

”السياحة الدينية“

بلا شك في أن تنوع مدن المملكة العربية السعودية، جعلت منها موطئ قدم، حيث نمت السياحة والسواح من كافة بقاع الأرض، ليقوموا بزيارة سياحية، ما بين الدينية مكة والمدينة، وما بين السياحة الترفيهية والاستجمام، التي جعلت المشاريع السياحية تتسابق لتُصبح أجمل وأكبر وأروع، لاستقطاب أكبر عدد من السواح، والتي تتماشى مع رؤية 2030، والتي من ركائزها يتم الاستغناء عن النفط كمورد رئيس لتمويل ميزانية الوزارات الحكومية، وتكن السياحة مورداً رئيسياً هاماً وبديلاً عن النفط، ولأن السياحة صناعة كغيرها من الصناعات، قامت الدولة حفظها الله بالتركيز على المشاريع السياحية، بتمكين عدد من مدن ومحافظات المملكة، من إبراز مشاريعهم السياحية، وتراثهم وتاريخهم الذي يؤهل تلك المدن لتكن في خارطة التراث العالمي اليونسكو، ومعها دشن مجلس الوزراء عدد من هيئات تطوير المدن، لتتسابق في بناء مشاريعها السياحية، وتضع اسمها في الريادة السياحية عالمياً.

”الحج أمانة في رِقابنا“

ما ينعم به المواطن السعودي من نعمة الأمن والأمان والاستقرار والرفاهية التي مكنته ليكن سفيراً لبلاده في داخلها وخارجها، عبر دعوة الأصدقاء من كافة دول العالم، ليزوروا السعودية عبر منافذها الجوية والبحرية والبرية، عبر التأشيرات السياحية، التي تمكن السائح من التجول ولمدة معلومة في كافة أرجاء السعودية، ولأن السياحة الدينية مركزاً هاماً للاستقطاب، فغالباً من يقوم بالحج والعمرة، وبعد حصوله على تأشيرة السياحة الدينية، غالبهم يتحدثون بلدكم السعودية هي مركز الأمان في الشرق الأوسط، بلد حباها الله بأكبر النِعم وأعظمها، ولذلك نرى الغالب من ضيوف الرحمن، لا يودون مغادرة المملكة، ويودون العيش فيها مدى العمر، لأن الأمن والأمان كان محيطاً بهم في كافة رحلاتهم الدينية، ولأن الرعاية الملكية شملتهم من لحظة استقبالهم بالمطار، وحتى توديعهم، ضيوف الرحمن هم ضيوف الله، وهم ضيوف قادة هذه البلاد العظيمة، فنضع الحج أمانة في رِقابنا، ونحرص أن تكون بصمة كل زائر وسائح حاج كان أو معتمر، بصمة حسنة بعد مغادرته لبلاده، ونحرص أن ينقل كل ما يراه من حسن معشر وحسن تعامل ورعاية صحية وأمنية وغذائية ومعيشية إلى حين مغادرته البلد الأمين.

”مكة المكرمة تنشأ من جديد“

فعلاً مكة المكرمة تنشأ من جديد، وفي حقبة مشاريع عملاقة وعظيمة جديدة، رؤية 2030 وضعت خارطة لفنادق عالمية، سوف تصبح في طور تقديم الخدمات بعد وقت، وحالياً تعمل هيئة تطوير مكة بالعمل على مسح القرى والهُجر والمساكن العشوائية التي كان تشوه وجه مكة المكرة قبلة المسلمين، وتبدأ الدولة حفظها الله ورعاها، لبنات البناء الجبار في الفنادق والطرقات والأنفاق التي تمكن الحاج والمعتمر من السكن الفندقي المريح، والتي تضيف مشاريع إسكانية لمكة وب سعة سكانية كبيرة جداً مع الانتهاء منها في السنوات القادمة.

”توظيف الذكاء الاصطناعي“

أن تقوم الدولة في تبني توظيف الذكاء الاصطناعي في خدمة الحجاج، وفي رعاية موسم الحج، لهو أكبر الخدمات، بحيث لا يمكن لحاج بعد اليوم أن يتوه، وفي يده إسوارة ذكية، وكذلك مكن الذكاء الاصطناعي من رقمنة عدد زوار بيت الله الحرام، وكذلك عدد الحجاج، وأوقات الذروة، ومواقع الازدحام في الحرم، وكذلك مكنت رجال الأمن من القيام بدورهم أفضل من أي وقت مضى، وكذلك ليطمئن الحاج والمعتمر، لا يمكن لحاج أو معتمر بعد اليوم أن يتم سرقته، أو يتم ضياع مقتنياته، وبكل سهولة ويسر مع وجود الذكاء الاصطناعي والكاميرات الحرارية، كل شيء أصبح واقعاً جميلاً، ويسير وسهلاً، الحمد لله يا رب على عظيم هذه النعم التي ننعم بها في بلادنا، والتي تتسابق فيه قيادتنا الرشيدة من كِبارهم لصغارهم للإشراف على ضيوف الرحمن في كل عام.