آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:22 م

الأخطار التي تستهدف أبنائنا وبناتنا

حسين عبدالعزيز النزر

نحن نعيش هذه السنوات، ونرى أموراً قلما تعودنا على السماع بها بهذا الحجم الهائل. هناك في مجتمعاتنا اليوم من ينادون بالحرية المطلقة، كبداية لسلسة من الاستهداف لأبنائنا، وبناتنا، وأوطاننا، وأمور أخرى. من باب تحرير المرأة، والتشجيع على كسر الإرادات والعادات والتقاليد، والأهم الطعن في الدين لخلخلة المجتمعات والأوطان، لتسود الفوضى. ومن بعدها يتسنى لهم تحريف الحقائق كي تمشي أجنداتهم الخفية، وما تم الإعلان عنه على نحو واضح وجلي إلا ربما جزء بسيط من مخططاتهم، ومؤامرات تحاك في الخفاء، من قبل أشخاص أو وكالات متخصصة.

وليعلم هؤلاء أن الدين والوطن خط أحمر، نعم هي مسؤولية الدولة في حماية الوطن والمواطنين، ولكن نحن كمواطنين يجب علينا أن نكون واعين ومدركين للخطر القادم، الذي يستهدف كل شيء جميل لدينا، ولا يمكننا أن نخلي مسؤوليتنا.

للأسف البعض ممن تأثروا بتلك المخططات أناس يحملون درجات علمية، والبعض الآخر ربما تأثر بالغرب وأفكاره بطريقة ما، وبعضهم بسبب دراسته في الغرب، واعتقد حسب فهمه أنه الوحيد الذي يملك الحقيقة، ويحق له الانتقاد والطعن في الثوابت؛ لأنه يرى نفسه فوق كل شيء. وهؤلاء بأفكارهم خطر قادم كمرحلة أولى؛ لأنهم بالتشكيك الذي يزرعونه في عقول أبنائنا وبناتنا من خلال ما يسمى الحرية أو الحرية المطلقة، والتشكيك في المعتقدات والطعن في المقدسات، ولا نعلم ما هي خططهم القادمة. ومن باب حسن الظن ربما هؤلاء لا يعلمون أنهم يقدمون خدمات جليلة لأعداء الوطن، والدين، والمقدسات.

نسأل الله سبحانه أن يحفظ بلادنا وأبناءنا وبناتنا من هذه الأفكار الهدامة.

يقومون بالتشكيك في الدين، ومن باب الحرية يشجعون على الشذوذ الجنسي، وأن هناك نوعاً ثالثاً من الجنس ليس بذكر ولا أنثى، ويشجعون على زواج الرجل برجل، والمرأة بامرأة ويتشدقون بعلمهم. ونسوا أن العلم إلى يومنا هذا يعرف الرجل أنه حين ولادته يكون لديه «إكس» و«واي» من الكروموسومات، بينما المرأة تولد ويكون لديها «إكس» و«إكس» من الكروموسومات.

ومن باب الحرية كما يرونها، يطالبون الدول بتغيير القوانين والتشريعات، وخصوصاً الدول الإسلامية. ونحن في المملكة العربية السعودية لسنا استثناءً، فالدولة تقف بكل حزم اتجاه هذه المطالبات، بل رجال الدولة يعرفون تلك المخاطر. ونحن كمواطنين يجب علينا ألا نتعدى حدود القوانين والتشريعات وقوانين بلادنا تخصنا وحدنا، ولا يحق لأي جهة، أو أفراد، أو حتى دون أن تتدخل في شؤوننا، فهذا حق سيادي لأي دولة.

إني أخطاب أبنائنا وبناتنا ممن لديهم شكوك زرعها أناس في الأساس لا يهتمون بسلامة الوطن، وهمهم التشكيك في الدين. انتبهوا واحذروا أن تنجروا إلى تلك الأفكار السامة والهدامة.

إن الإسلام دين التسامح والعيش المشترك، ولكن هناك حدوداً لا يجب التعدي عليها، وهي حدود وضعها الخالق سبحانه وتعالى للحفاظ على كرامتنا وكرامة الأمة وعزتها.

أما هؤلاء المغرر بهم، فهم صيد ثمين للأعداء. سوف يستهلكون وسوف توضع لهم أجندات، أو معتقدات تخالف الطبيعة الإنسانية، بل حتى الحيوانية، وبعض منها ضرب استقرار بلداننا، ولاحقاً سوف يُسْتَغْنَى عنهم بعد أن تنتهي صلاحيتهم، وحينها نهايتهم ستكون مأساوية. فالبعض ممن سمعنا عنهم أقدم على الانتحار، والبعض تجده مشرداً في تلك البلدان بعد أن كان معززاً في بلده بين أهله ومحبيه.

إلى هؤلاء، إن كنتم في شك في الدين الإسلامي، فنحن نرد عليكم بما سطره أناس في الأساس ليسوا بمسلمين، وبعد أن تجلى لهم ما وجدوه من إعجاز القرآن الكريم، وقد كتبوا الكتب بعد تحولهم إلى الديانة الإسلامية.

إن القرآن الكريم بمعجزاته لا يمكن أن ينكره صاحب عقل سليم، إلا المعاند والمكابر.

هناك كتاب «التوارة والأناجيل والقرآن الكريم بمقياس العلم الحديث» قد تمت ترجمته من قبل أ. علي الجوهري، من كتاب الطبيب الفرنسي موريس بوكاي ألفه بعد اعتناقه الإسلام. وهناك غيرهم الكثير ممن اعتنقوا الإسلام بعد رحلات أخذت من بعضهم سنوات من البحث والتقصي قبل دخولهم الإسلام. وأغلبهم كانت لديهم أسئلة منطقية تدور في عقولهم، وكانوا في الأغلب يريدون أجوبة، ولم يجدوا تلك الأجوبة إلا في الدين الإسلامي.

ورسالتي إلى الآباء والأمهات: أنتم تقع عليكم مسؤولية كبيرة جداً في هذا الزمان المليء بالفتن وما ينتج من أفكار من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وأنتم في الحقيقة لا تعلمون من يكون في الجانب الآخر أو المتحدث لأبنائكم من خلف الشاشة.

أعلم جيداً أن زمنكم زمن يحتاج الكثير والكثير من الجهد، وإن كنتم في بلاد إسلامية فالوضع أخف وطأة، بينما هؤلاء ممن يعيشون في الغرب كان الله في عونهم. سمعنا قصصاً عن أخذ أطفال من بعض العوائل المغتربة في الدول الغربية لأسباب عدة، في مضمونها الاستهداف المتستر تحت باب الحرية.

وإلى من يجدون في أنفسهم نزعات نحو الشذوذ الجنسي أو غيره، لدينا مستشفيات متخصصة، وأناس متخصصين في إمكانهم مساعدتكم، وطلب المساعدة ليس عيباً، أو منقصة، بل ربما تكون الطريقة المثلى كي لا تقعوا فريسة الأفكار الهدامة والأفكار التي نهى عنها الله سبحانه وتعالى.

وإلى هؤلاء المشككين، ومن يروجون إلى الحرية والحرية المطلقة أقول: اتقوا الله فيما أنتم تفعلون، فإن كانت عقولكم تلوثت فلا تبثوا سمومكم للآخرين، فأنتم لستم ولاة أمر أبناء وبنات غيركم، وليس لكم حق في إفساد العقول.

أما هؤلاء الذين ارتحلوا إلى الغرب وبحسب زعمهم «بلاد الحرية» فاعلموا أنكم مجرد أدوات، وبمجرد الانتهاء منكم لن تكون لكم قيمة، وعليكم أخذ العبرة ممن سبقكم وانتهى بهم الحال إما مشردين، أو بعضهم أقدم على الانتحار.

اللهم إنا ندعوك أن تحفظ بلادنا، ومجتمعاتنا، وأبناءنا، وبناتنا، وأن تكفينا شر هؤلاء، وشر كل من يتربص بنا إنك قادر كريم.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
محمد السعود
[ Saudi Arabia ]: 22 / 6 / 2023م - 3:36 م
احسنت يا ابا عبدالعزيز، سلمت اناملك لهذا الطرح المميز وفي هذا التوقيت المهم. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يقينا وابنائنا وابناء المسلمين من شر هذه الفتن.