طَرِيْقُ الْجَوَادِ
طَرِيْقُ الْجَوَادِ
أيا ماضيا فِيْ طَرِيْقِ الْجَوَادِ
تَمَهَّلْ عَلَيْهِ بِمَكْثِ الْفُؤَادِ
فَأَسْبَغْ دُمُوْعًا بِمَلْأِ الْجُفُوْنِ
لِمَا قَدْ بَلَاهُ بِأَهْلِ الْعِنَادِ
فَيَا مُسْمِعًا مِنْ نَحِيْبٍ عَلَاهُ
بَدَاهُ بِوَجْعٍ بِسُمِّ الْعِتَادِ
سَقَتْهُ الْحَيَاةُ بِضَرْبِ نُغُوْصٍ
فَسَارَ عَلَيْهَا بِدَرْبِ الْجِهَادِ
مَلَاهَا بِعِلْمٍ بِمَا قَدْ حَوَاهُ
وَزَادَ فُيُوْضًا لِفَهْمِ الْعِبَادِ
كَلَا مَا بَغَاهَا بِعُمْرٍ طّوِيْلٍ
فَكَانَ بِدَارٍ لِيَوْمِ الْمَعَادِ
فَحَلَّ بِمَنْ قَدْ سَقَاهُ بِسُمٍّ
وَبَاتَ عَلَيْهَا بِكَرْبِ الرّقَادِ
نَسُوْقُ الْعَزَاءَ بِذَرْفِ الدُّمُوْعِ
نُقِيْمُ بِهَا مِنْ صُنُوْفِ الْحِدَادِ
فَمِنْذُ النُّهُوْضِ عَلَيْكَ ننَادِيْ
هّدَانا وَلَاءً بِفُرْشِ الْمِهَادِ
لِهَادٍ عَزَانَا بِهَدْرٍ يَطُوْلُ
وَنَبْكِيْ نِيَاحًا بِطُوْلِ الْبِلَادِ
فَإِنْ قَامَ فِيْهَا عِدَاكَ بِغَدْرٍ
بَقِيْتَ رَفِيْعًا بِوَصْلِ الْمِدَادِ
فَأَنْتَ الْإِمَامُ بِأَمْرِ السَّمَاءِ
وَأَنْتَ لَهَا فِيْ عِتَادِ السِّنَادِ