آخر تحديث: 4 / 12 / 2024م - 11:28 ص

القدر لا يمكن تغييره

صالح مكي المرهون

وليعلم الإنسان أن الرضا بالواقع عنصر مهم لحياته، بل وخيار ضروري بالنسبة للخيارات المتاحة، وهو الأكثر نفعًا له، والقدر المقصود هنا هو القدر الديني التشريعي والقدر التكويني بتدبير من الله تعالى، ولكل منهما كلام يخصه:

أولًا: القدر التشريعي:

قدر الله في الدين هو الأمر الذي يجب على الإنسان التعامل معه بواقعية ورضا وتفكر وتمعُّن، فالله سبحانه وتعالى شرع أحكامًا فيها منفعة للجميع ككل، ومنفعة شخصية عاجلة في كثير من الأحيان، وآجلة في كل حكم أو اتباع لحكم، إلا أن اتباع بعض الأحكام، أو الرضا ببعض الأحكام الشرعية سواء كانت أحكامًا فردية أو أحكامًا تخص تدبير المجتمع وسياسته قد لا يكون حاصلاً، أي أن الرضا بهذا القدر الديني، فهنا السلوك الصحيح هو ترويض النفس على قبول هذا القدر بل الرضا به، أما الرفض لهذا القدر الإلهي قد يتحول إلى شعور بالكره له، وليس لله، وفي هذه الحالة فإن الإنسان قد اختار أن يظلم نفسه.

ثانيًا: الأمور التكوينية أو التدبيرية للوجود وللحياة الاجتماعية والفردية والتي لا يمكن تغييرها، مثل الموت والرزق والطول والشكل وما شابه ذلك، فإذا افترضنا عدم القدرة والإمكانية على التغيير، فوفقًا لهذا الشرط يكون الموضوع متعلقًا بالقدر كما هو واضح، لأن القدر مسألة لا يمكن تغييرها كما هو بديهي، لأن القدر من الله سبحانه وتعالى، فإذا أراد الإنسان أن يغير قدره، بالدعاء والتوسل، فقد يتغير وإذا أراد الله أن يغيره فلا حول ولا قوة إلا بالله.

والله ولي التوفيق.