توأما حنان
توأما حنان
الجارة التي أسمي أبناءها إخوة وأسميها أم؛ تغادر على مرأى من الألم ومسمع من الفقد.
ذاهلٌ؛ يدخل بي الحزن إلى بيتك مأخوذا بأصداء التهاليل
التي تملأ أرجاء المكانْ.
دائنٌ للحب يا قلبي وللذكرى مدانْ.
ها أنا الآن وحولي إخوتي؛
نلتف في العيد على متكئ كنتِ به؛
حيث أنفاسُك دفئٌ وأحاديثكِ ملجا
وأياديكِ أمانْ.
ذاتُه الإحساس بالألفةِ يا ربي؛
فهل أنت وأمي توأمان؟
كان في صوتك ما يمشي بنا بين زُقاقِ الحيْ،
كنتِ طيرتِ على بُحتك الذكرى عصافيرَ
وسافرتِ بنا حتى بلغنا من حكاياتكِ
أطراف الزمانْ.
كان في همسكِ همسُ الحارةِ الأولى،
وظلُّ النسوةِ اللائي قطعن الحيَّ ما بين العزياتِ،
رَهَنَّ العمر في وقع خطاهنَّ،
فيالله من تلك الخطى
تقرعُ في ذاكرتي الآن،
ويا لله من ذاك الرهانْ.
أذكرُ الآن
وقد ضيَّعتُ في المأتم أمي،
فإذا أنت فتحتِ الباع عنها باتجاه القلب،
هل أنتِ وأمي توأمان؟
دائنٌ للفقد يا قلبي وللفقدِ مدانْ.
ما الذي يمكن أن أحكي لها الآن وقد ضعتِ من الحيِّ أخيراً
عدتُ مكسوراً إلى مخدع أمي،
زاد في وجنتها مكيالُ حزنٍ،
وعلى الباع الذي مدتهُ نحوي
قلَّ مكيالُ حنانْ.