آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 11:59 م

أيهما أهم.. غض الرجل بصره أم ستر المرأة جسدها؟

زاهر العبدالله *

مقدمة:

التكليف واقع على حد سواء على الرجال والنساء فكلا الجنسين عليه واجب الإتباع لأوامر الله سبحانه وتعالى ونبيه الكريم وأهل بيته الطيبين الطاهرين

فالقول أيهما أّهم السؤال هنا به مغالطة في حد ذاته بل الأهمية واحدة وفي درجة واحدة أو لنقل هي عملية تكامل بين الرجال والنساء لحفظ الجنسين من الوقوع في المحرمات فلو تأملنا

قوله تعالى:

﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَ يَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى‏ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ «30» وَ قُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَ يَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَ لا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ ما ظَهَرَ مِنْها وَ لْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى‏ جُيُوبِهِنَّ وَ لا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَّ أَوْ نِسائِهِنَّ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى‏ عَوْراتِ النِّساءِ وَ لا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ «31» النور.

تجد الخطاب في غض البصر واقع على حد سواء على كلا الطرفين ولكن المتأمل في الآية بعد العودة للتفسير مثل تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي

يقول هذه الآية:

فقوله: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ‌ لما كان ﴿يَغُضُّوا مترتبا عل?‌ قوله: ﴿قُلْ‌ ترتب جواب الشرط عليه دل ذلك على كون القول بمعنى الأمر والمعنى مرهم يغضوا من أبصارهم والتقدير مرهم بالغض إنك إن تأمرهم به يغضوا، والآية أمر بغض الأبصار وإن شئت فقل: نهي عن النظر إلى ما لا يحل النظر إليه من الأجنبي والأجنبية لمكان الإطلاق. إنتهى.

وهذا الإطلاق يشمل النساء كذلك فيقول العلامة الطباطبائي في الميزان فلا يجوز لهن النظر إلى ما لا يجوز النظر إليه ويجب عليهن ستر العورة عن الأجنبي والأجنبية.

‏و أما قوله: ﴿وَ لا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها فالإبداء الإظهار، والمراد بزينتهن مواضع الزينة لأن نفس ما يتزين به كالقرط والسوار لا يحرم إبداؤها فالمراد بإبداء الزينة إبداء مواضعها من البدن.

م: تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج 15 - الصفحة 111

ولو رجعنا للروايات في هذا الجانب نجد ما روي عن الصادق في تفسير هذه الآية

فَرَضَ اللَّهُ تَبَارَك وَ تَعَالَى عَلَى الْبَصَرِ أَنْ لَا َينْظُرَ إِلَى مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ أَنْ يُعْرِضَ عَمَّا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ مِمَّا لَا يَحِلُّ لَهُ وَ هُوَ عَمَلُهُ وَ هُوَ مِنَ الإيمان فَقَالَ تَبَارَك وَ تَعَالَى ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِىنَ يغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَ يَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ فَنَهَاهُمْ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى عَوْرَاتِهِمْ وَ أَنْ يَنْظُرَ الْمَرْءُ إِلَى فَرْجِ أَخِيهِ وَ يَحْفَظَ فَرْجَهُ أَنْ يُنْظَرَ إِلَيْه.

م: الكافي - الشيخ الكليني - ج 2 - الصفحة 35

الخلاصة في الجواب:

أن السؤال من الأساس خطأ فكلا الأمرين مهم غض البصر للرجال والنساء ويجب على المرأة ستر جسدها كما أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ونصت عليه الروايات الشريفة من أهل البيت .