آخر تحديث: 27 / 12 / 2024م - 8:30 م

الفكر المستقيل

علي العبد العال *

هل تخلينا عن فكرنا ووضعناه في سلة المهملات؟

هل نحنُ المسؤولون عن إدارة إطارنا الفكري ونقده وإعادة بلورته أم الآخرون؟

لماذا نكره أن نُفكر؟

لماذا نخشى النقد؟

هي أسئلة أتمنى لو أنَّ القارئ يضعها في عين الاهتمام، أتصورها جديرة بالاهتمام، لأن الفكر ملكة. استقالة الفكر أشبه الموت، ما قيمة المرء حينما لا يفكر؟

أو بالأصل حينما لا يفكر بشكل صحيح، بمعنى أن لا يستخدم فكره في إصلاح ما يستحق الإصلاح وابتكار وإنتاج ما يحتاجه الإنسان «أي إنسان».

كيف بِنَا أن نتقدم ونتطور ونحنُ نجهل قيمة النقد، القيمة الأساس الذي يتحرك بها الفكر، لتمحيص وتفكيك وغربلة الأفكار التي لا جدوى منها، بل قد تكون عبئ على الإنسان.

ماذا نخشى؟

هل نخشى التغيير؟

هل نخشى نقد ذواتنا؟

إذاً، ماذا نقدمُ لأنفسنا؟

الهروب من الواقع أم ماذا؟

هل هو القلق من الاعتراف بالأخطاء والتراجع عن بعض الأفكار؟

ما المانع أن يُغير الإنسان بعض الأفكار الذي آمن بها في مرحلةً ما؟

هل تغييره لأفكاره يعني تجرده من الأخلاق؟

التغيير يبدأ من نقد الذات، بمعنى قبول التراجع عن بعض الأفكار، وتفهم الآخر. التحرر من الانغلاق ووهم الكمال والحقيقة المطلقة، يساعد الإنسان بأن ينظر من خلال مرآة تسع الجميع، بأننا جميعاً شركاء في هذا الكون، لكلٌ منا ما يقتنع به، ولسنا بصدد النزاع.

في رأيي، أظن بأننا لن نستطيع التعامل مع الناس أجمع والحوار معهم وتفهمهم وقبولهم، ما لم نحرر فكرنا من الهوية الضيقة الذي تضعنا حاجز أمام الآخر، إذ ما دام الفكر مهمل، لا يقوم بوظيفته، سنبقى في الجحيم وأسرى لهذا النمط الضيق. هل استقال الفكر أم ما زال حاضرًا يقوم بوظيفته؟