آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 3:01 م

ماذا استفاد الوردي في هذا الموسم؟

وديع آل حمّاد

سؤال قفز إلى ذهني بعد نهاية مباراة الوردي مع أشقائنا نادي مضر في بطولة النخبة لكرة اليد لعام 2023 مباشرة، فأجلت الإجابة عليه لصباح هذا اليوم، خشية غلبة جموح العاطفة على عقلي لخسارتنا بطولة كنا على مشارف الحصول عليها وتتويجنا بطلاً للنخبة لهذا العام.

نعم قد خسرنا البطولة لعامل خارج عن إرادة الفريق، وأقصد به الأخطاء التحكيمية وليس تعمدها. ولكن سأسأل نفسي سؤالاً آخراً، وهو: هل كنت تتوقع المستوى الذي وصل إليه هذا الفريق في عامه الأول من الصعود إلى دوري الممتاز؟

أقولها بصراحة: كان تفاؤل كثير من الناس والمتابعين يقودهم إلى أن الوردي في هذا العام، أقصى ما سيحققه هو التموقع في مركز من مراكز الوسط وسيبتعد عن شبح الهبوط. ولكن ارتفع منسوب تفاؤلهم وسقف توقعاتهم بعد بطولة الألعاب السعودية والتي حقق فيها الوردي الوصافة بعد ملحمة قارع فيها اسماً تاريخياً في خريطة كرة اليد السعودية والخليجية والعربية والآسيوية، وأقصد به فريق الدانة «الخليج»، إذ لم يتمكن أشقاؤنا أبناء سيهات من انتزاع هذا البطولة إلا بعد عملية شاقة امتدت إلى الوقت الإضافي.

في هذه البطولة أعلن فريق الوردي بأنه فرس رهان في هذا الموسم وليس محطة استراحة للفرق، بل فرض شخصيته ومهابته واحترام الخصم له مهما علا شأنه وتاريخه.

بطل جديد ومنافس شرس وفريق ليس من السهل هزيمته، وصولاته وجولاته في تلك البطولة كانت خير شاهد ودليل.

البعض توقع بأن ما أحرزه أبطال الوردي من مركز الوصافة ما هو إلا سحابة صيف بعد هزيمة الفريق من أشقائنا فريق الترجي في بطولة الدوري في الدور الأول، بيد أن سرعان ما استطاع فرسان الوردي من الرجوع إلى سكة الانتصارات عبر بوابة أشقائنا فريق الصفا، وبمسار الانتصارات في بطولة الدوري حجز الوردي لنفسه مقعدا في بطولة النخبة، كضلع من أضلاع مربع النخبة.

هذا الضلع أبى إلا أن يقدم نفسه في التجربة الأولى له في بطولة النخبة إلا بصورة البطل المقاتل والمحارب الشرس المتطلع لأن يكون رقماً صعباً في خارطة كرة اليد السعودية القادر على تمثيلها في المحافل الدولية بصورة مشرفة ولائقة كسفراء لهذا الوطن المعطاء.

أخيراً أقول: انسوا خسارة بطولة النخبة وتذكروا بأن ما كسبناه يفوق توقعات كل متفائل، حيث كسبنا فريقاً لا يشق له غبار، قادراً على إسعاد الجماهير الوفية المؤازرة له. وكسبنا قاعدة جماهيرية محبة لجزيرة الحب والجمال، قادرة على عكس جمال وعراقة وتاريخ تاروت الممتد إلى أمد بعيد من تاريخ البشرية.

ولا يفوتني أن أشيد بدور إدارة هذا الكيان العريق على جهودها وتخطيطها وعملها على تخطي كل الصعاب والمعوقات لوضع هذا الكيان في موقعه الطبيعي في خارطة الرياضة السعودية، وليكون رقماً صعباً جديراً قادراً على مقارعة الكبار في مختلف المحافل والألعاب.