وَدَاعًا … يَا أَبَا جَمَالٍ
وَدَاعًا … يَا أَبَا جَمَالٍ
[ نُظِمَتْ أَبْيَاتُ هَذِهِ الْقَصِيْدةِ فِيْ رِثَاءِ الْوَالِدِ الْحَاجِ الْمُؤْمِنِ مُحَمَّد بِنْ عَبْدَ اللهِِ بِنْ مُحَمَّد آل جَمَال (أَبِيْ جَمَالٍ ) - رَحِمَهُ اللهُ - وَأنْزَلَ عَلَىْ قَبْرِهِ شآبِيبَ رَحْمَتِهِ وَرُضْوَانِهِ ]
رَأَيْتُ الْمَنَايَا تَصُوْلُ صِوَالَا
وَأَخْفَتْ لَنَا مِنْ نُغُوْصٍ قِفَالَا
فَهَذَا دَلِيْلٌ بِمَا قَدْ بَلَانَا
لِيَوْمٍ سَنَلْقَىْ بِوَعْدٍ حِيَالَا
هُوَ الْمَوْتُ فِيْنَا رَدَانَا بِفَقْدٍ
تَمَادَىْ عَلَيْنَا وَصَارَ شِغَالَا
فَيَا مَنْ يُرِيْدُ الْحَيَاةَ بِخُلْدٍ
فَقَدْ ظَلَّ عَنْهُ وَفَكَّ عِقَالَا
فَيَا مَنْ بَنَيْتَ بِحُبٍّ بَنِيْنًا
جَنَيْتَ عَلَىْ مَا زَرَعْتَ رِجَالَا
فَكَمْ يَا جَمَالُ رَوَاكَ أَبُوْكَ
بِطِيْبٍ رَفِيْعٍ هَدَاكَ خِصَالَا
يَجُوْدُ بِغَرْسٍ بِمَا قَدْ حَوَاهُ
فَطَابَ بِزَرْعٍ وَزَانَ مِثَالَا
يَطِيْبُ بِوِسْعِ خِلَاقٍ بِأُنْسٍ
وَأَضْحَىْ بِمَا قَدْ بَنَاهُ قِبَالَا
حَيَاهُ بِذَاكَ بِعُمْقِ وِلَاءٍ
وَزَادَ بِعِشْقِ الْوَصِيْ وِصَالَا
فَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَا بَدَاهُ بِخُلْقٍ
فَقَدْ فَازَ فِيْهَا وَحَازَ مَنَالَا
كَفَاهُ بهذا بِطَوْقِ نَجَاةٍ
لِيَوْمِ مَعَادٍ وَطَابَ خِلَالَا
وَيَحْظَىْ عَلَيْهِ بِرِفْعِ مَقَامٍ
وَفَاهُ بِزَادٍ حَبَاهُ ظِلَالَا
سَيَحْنُوْ عَلَيْهِ عَلِيٌّ بِقَبْرٍ
وَيُسْقَىْ بِكَأسٍ رَوَاهُ زُلَالَا
تَرُوْقُ النُفُوْسُ بِذِكْرِ الرَّسُوْلِ
لِمَنْ قَدْ شَفَاهَا وَزَالَ ظَلَالَا