آخر تحديث: 23 / 4 / 2024م - 1:40 م

حفر الشوارع بين التشوه البصري والتحسين

عباس سالم

التشوه البصري مصطلح يطلق على كل المظاهر التي تشوه جماليات المدن، حيث أنها تسبب خللًا مرئيًا في التنسيق والتنظيم والجودة والمقاييس، سواء كانت في الطرقات والشوارع والساحات أو في المباني التجارية والسكنية والمرافق الخدمية وغيرها.

الحملة الوطنية التي بدأت بجهود عدة جهات حكومية لمعالجة التشوه البصري في وطننا ”المملكة العربية السعودية“، وشملت تشوهات بصرية تتعلق بالطرق والمباني والمرافق الخدمية والساحات العامة وغيرها، كانت تهدف إلى التعريف بالتشوهات البصرية وطرق معالجته، لتكون مدننا وشوارعنا خالية منها ومواكبة للمدن العالمية.

خلال ترؤسه للاجتماع الدوري في يوم الثلاثاء 7/04/1444ه أكد أمين المنطقة الشرقية المهندس: ”فهد بن محمد الجبير“ على مناقشة خطة معالجة التشوه البصري، وحث كافة الإدارات والبلديات بالتركيز على الجودة والسرعة في أعمال المعالجة لحفر الشوارع، والأعمال التي تنفذ لمعالجة التشوهات البصرية بحسب ما جاء في صحيفة اليوم الإلكترونية.

بعد بحث خطة معالجة التشوه البصري التي حث عليها أمين المنطقة الشرقية، قامت البلديات بحملة لتحسين التشوه البصري التي تسببه عشوائية اللوحات الإعلانية ولوحات المحلات التجارية وتحسين مظهر بعض المباني التي تقع على الشوارع الرئيسية، لكن حفر الشوارع التي أهلكت سياراتنا والمنتشرة في الكثير من الطرقات والشوارع وبالخصوص الداخلية منها لم تصلها للأسف دعوة أمين المنطقة الشرقية بتحسينها.

قوة ضخ المياه المحلاة على بنية تحتية متهالكة لمواسير المياه جعلها تتعرض لضغط شديد للمياه أدى إلى كسر وتهريب للمياه المحلاة هنا وهناك، فتكثر الشكاوى والبلاغات التي توجه لشركة المياه الوطنية عن وجود تسربات للمياه المحلاة أمام المنازل، أو في وسط الشارع، فتبدأ عملية حفر الشوارع لإصلاح تسريبات المياه.

تبدلُ شركة المياه الوطنية جهوداً كبيرة لإصلاح التسريبات بعد حفر المكان وإعادة السفلتة، لكن غياب متابعة ومراقبة الأعمال التي يقوم بها المقاولون المتعهدون بصيانة حُفَر الشوارع أسهم في تدني مستوى العمل لديهم، فالعمالة الأجنبية للمقاولين يقومون بردم الحُفَر بطريقة بدائية، حيث يضعون الأسفلت على الرمل مباشرةً من دون رصه بطريقة صحيحة، وهذا يجعله لا يقاوم مرور السيارات والشاحنات عليه، والنتيجة حفرة وسط الطريق تشويه بصري ومصيدة للسيارات.

تعد الحفر والحفريات تشوهًا بصريًا في قاموس البلديات، لكنها أصبحت مشهداً لا يمكن أن يغيب عن شوارعنا وباتت مصيدة للسيارات والمارة، ومعظم شوارعنا وبالخصوص الداخلية عبارة عن سلسلة من الحفر والحفريات لا يمكن أن تنتهي في ظل الإهمال من مقاولي المشاريع والغياب التام من مراقبي البلديات بمتابعة أعمالهم الخدمية.

وفي الختام: جهود مشكورة لكل المسهمين في الحملة الوطنية لإزالة التشوهات البصرية في وطننا ”المملكة العربية السعودية“، ونتمنى أن تشمل تلك الحملة إلى تحسين حفر الشوارع المنتشرة في شوارعنا التي مضى على رصفها أكثر من 40 عامًا دون تغيير، والحفر والحفريات المنتشرة فيها أتعبتنا وأهلكت سياراتنا.