المكرمة الأخت الفاضلة مريم العيد تحية طيبة
كلماتي ومعاناتي طويلة ومتشعبة ولا أستطيع ترتيب أفكاري أوربطها وصياغة حروفها سوف أطلق العنان للساني لتحدث لك بعفويته البسيطة وأرجو من الله العلي القدير ثم منكم بأرشادي على الطريق السليم وجزاكم الله كل خير وعافية.
أنا امرأة مطلقة ولدي بنت عمرها 16 عامًا وولد عمره 14 عامًا يعيشان مع والدهما، أسباب الطلاق تركمات خلال فترة الزواج كثيرة ومتشعبة، منها على سبيل المثال لا الحصر:
عدم تحمل مسؤولية الأبناء تهميش حياتي وأن أسير خلفه كظله كدمية تتحرك فقط كل مسؤولياته تنحصر في توفير السكن والمأكل فقط حياة فارغة من العواطف والمشاعر وكل ليلة يجب أن أدي فروض الطاعة والولاء له وأن أشكر ربي بأني في عهدت زوج واحمد ربي على الشتائم التي تتنزل على أهلي حتى أموت لم يستثنيهم بالإضافة إلى عدم بث أي شكوى أو تذمر من سوء معاملة أهله في كل زيارة والقائمة تطول...
أطفالي يزوروني يوم في الأسبوع وأن حرمت منهم فترة طويلة بعد الطلاق إلا أن المحكمة ألزمته بيوم لزيارتي.
وأني عانيت بعد الطلاق في المحاكم بين أثبات حق ومطالبة بحق إلا أن تبعات هذا الطلاق جرت أولادي إلى هاوية الضياع.
فقد أخذت ألمس من سلوكهم الأخلاقي تغير كثير ومستوى التدين تحت الصفر وظهور الأموال الطائلة بحوزتهم التى لم أكن أستطيع أن أحصل على ربعها وأقل منها وأنا تحت ظل والدهم وعند الاستفسار أو سؤالهم أو توجيههم إلى الطريق السليم ألجم بلجام ما إلش شغل ولي أمرنا هو المسؤول عنا ولا أعلم حقيقة هذه الأموال ولا كيفية الحصول عليها.
وقد سلكت طرق كبار رجال عائلته لتواصل مع والدهم لمناقشة بعض القضايا المتعلقة بالأولاد وكانت أجابتهم كلهم علاقته مقطوعة بنا من قبل أن تدخلي حياته وزدادت القطيعة بعد أن سكن منطقة بعيدة.
طرقت أبواب رجال الدين من هم على علاقة وثيقة به ومن أدخلتهم في الأصلاح وحتى من لم أدخلهم في الأصلاح ولهم علاقة به كانت أجابتهم كلهم قطع العلاقة منذ أن سكن منطقة بعيدة وبعضهم نصحني بالصبر وبعضهم بإرشادهم من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والبعض لا ولاية لي عليهم فأنهم يزورونني من باب صلة الرحم فقط زيارة.
أرجو من الأخت الفاضلة وضع أقدامي على الطريق السليم قبل أن تزل
ففي الأونة الأخيرة بدأت أكره أولادي وأكره لحظة قدومهم وأخذ هذا الشعور ينمو بسرعة في داخلي وأجهد نفسي كي أتهرب من الزيارة كما أني أخاف أن يتطور هذا الشعور ويأخذ طريق سلبي أوعدواني لا أستطيع كبحه أوثنيه وتزداد الأمور تعقيدا.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
عزيزتي:
1/أنت تعتقدين ان الفساد، وكثرة الاموال التي يغدقها طليقك على ابناءك، بسبب طلاقك، وبعدك عنهم، هذا قد يكون في بعض الأحيان سبب، لكن هناك من الأبناء من يرتكبون الخطأ وهم يعيشون في كنف والديهم، ومنهم من يتعامل معهم والدهم وكأنه بنك مفتوح! نصيحتي:
خففي على نفسك الشعور بذنب الطلاق وضياع الأولاد..
2/عليك بممارسة النصح والتوجيه بطريقة هادئة تناسب أعمارهم، حتى وإن كانوا عازفين عن توجيهاتك قال تعالى: ﴿إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُهْدَى مَن يُضِلُّ﴾[37 النحل]
وقال تعالى في النبي نوح وأبنه:
﴿وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾.
3/ الاستمرار في الدعاء لهم بالهداية والصلاح في هذا الشهر الفضيل