أحيانا عند ما تكون زوجتي بعيدة عن الجوال أقوم بالاطلاع على الرسائل من باب الحرص والمتابعة فقط، هذا لا يخدش في ثقتي بها، فهي من عائلة محترمة وتراعي الله في أمور دينها وعفتها.
المشكلة أنني أرى أنها تتحدث في مجموعة الواتساب الخاصة بالعمل بحديث بعيد عن نطاق العمل، حيث تضع نكات، ومقاطع للضحك، وسوالف عادية.
كذلك لاحظت أنها تتواصل مع بعض الزملاء على الخاص، على سبيل المثال: «من زمان ما شفناكم ومتى دوامكم هذه الفترة والعمل زحمة». باعتبار الدوام كما تعلمون في المستشفيات بنظام الشفتات.
هذا الشيء يُضايقني كثيرًا، ويجعلني غير مستقر نفسيًا، ودائم التفكير في البحث عن طريقة لعلاج هذا الأمر مع زوجتي، من دون أن أجرح مشاعرها، وحتى لا يتطور الحال مع مرور الوقت ويتوسع التواصل مع الزملاء ليصبح عادة لا مناص منها.
من الناحية العاطفية أنا لا اقصر في البحث عن الطرق التي تجعل حياتنا مليئة بالحب والسعادة، ودائمًا أبتكر حفلات خاصة بيننا، وأعبر عن حبي لها باستمرار، وقد زاد اهتمامي بها أكثر بعد أن رأيت منها هذا التصرف من دون أن أخبرها بفعلتها، حتى أرى إن كانت تقطع هذا التواصل مع الزملاء لكن لا فائدة.
في نفس الوقت هي أيضا تهتم بنفسها وأناقتها، وتحاول أن تجعل الوقت الذي بيننا فيه حب وسعادة، لكن مع التحاقها بالعمل مؤخرًا وعودتها إلى البيت في أوقات متأخرة، رأيت بأنه قلّ الاهتمام والتواصل وأصبحت شاردة الذهن في بعض الأحيان، ولم تعد تهتم لشؤون البيت وشؤوني الخاصة ومتابعة الأولاد مثل السابق، وأصبحت لا تسأل عن يومياتي وأين ذهبت وكيف الدوام معك، وهل تعاني من شيء؟ وأيضا لا ترد على رسائلي كثيرًا مثل السابق وعندما اسألها بعد أيام عن رسالتي لها تقول بأنها لم تقرأها، أو لم تشاهدها بسبب ضغط العمل، هذا الأمر سيكون متعبًا علينا.
أريد من جنابكم حلًا جذريًا، فأنا لم أعد أحتمل استمرار هذا الحال بهذا الشكل.
مشكلتك فيها الكثير من الإيجابيات منها:
- معرفتك لطبيعة عمل زوجتك المختلط، والحاجة إلى النقاش في مشاكل العمل مع الزملاء والزميلات.
- غمرك لزوجتك بالحب والعاطفة، طريقة رائعة مع المرأة وبالأخص التي تعمل في مكان مختلط، هذه الطريقة تمنعها من الوقوع في حبائل الشيطان.
- اهتمام زوجتك بأناقتها وبك، دليل على أن ضغوط العمل لم تؤثر في علاقتها واهتمامها بأسرتها.
- الجانب الديني وتقوى الله، والتربية الصالحة عند زوجتك، تمنعها من الوقوع في الحرام.
السلبية في المشكلة:
- تصفحك في جوال زوجتك طريقة خاطئة، وإن كان من باب «ليطمئن قلبي»، ضع نفسك في موقف زوجتك هل تقبل منها أن تفتح جوالك؟.
نصيحتي:
- لا تجعل الشيطان يحوم في فكرك وخيالك، ويُبعدك عن تفكيرك العاقل، ويخلق بينكما مشاكل أنت في غنى عنها.
- لا تخف على زوجتك من أي علاقة خارج إطار الحياة الزوجية، فهي تخاف الله ومكتفية بوجودك معها، ومقتنعة بأنك زوجها.
- الشرود الذهني عند زوجتك ناتج عن ضغوط العمل، ومتطلبات الأسرة فقط، وليس من التفكير في علاقات خارج الإطار الأسري.
- بين فترة وأخرى تحدّث مع زوجتك عن عدم الانفتاح مع الرجال في خارج العمل، وحذّرها من النفوس المريضة، وأن المرأة لابد أن لا تنسى نفسها في الضحك ورفع الصوت، وعمل النكات التي تثير الضحك.
- لا تغير من تعاملك الطيب مع زوجتك، وإذا رأيت أي تغير في تعاملها معك اسألها عن السبب.
- ثق بزوجتك فهي ليست بحاجة لعطف الزملاء وحبهم، لأنها متمتعة بذلك في منزلها ومع زوجها فلا داعي للخوف عليها من هذا الجانب.
وفقك الله لكل خير